responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 175
لقد كان التصوف عند ابن السنوسي وسيلة لتربية النفس وتزكيتها، والسمو بها نحو المعالي، وكان تصوفه له مقياس دقيق (كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -)، فأهتم ابن السنوسي بالعلم الرباني، وتربية النفس، وهذا يظهر من خلال دراسة كتابه ايقاظ الوسنان في العمل بالحديث والقرآن، وقد ختم ذلك الكتاب بهذه العبارات الجميلة (والله الهادي الى الصواب لا رب غيره لا خير إلا خيره عليه توكلت وإليه أنيب وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الذين نالوا ذرى المجد بصحبته، وبلغوا كمال الكرم والشرف برؤيته نسأل الله عز وجل أن يحشرنا في وفدهم إليه وأن ينيلنا مما أعده لهم لديه، إنه كريم رحيم حليم عظيم) [1].
إن ابن السنوسي كان جرئياً في طرح أفكاره التي كانت على جانب كبير من الأهمية بالقياس الى عصره الذي تجمد فيه الفكر، وتأخر فيه العلم، وابتعد الناس عن كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وكانت دعوته للتمسك بالكتاب والسنة مبنية على علم غزير، وحجج دامعة، وبراهين ساطعة، وكان متأدباً غاية التأدب مع العلماء، فهو لاينكر فضل الأئمة ولكنه يأبى الوقوف عند حدود ما قالوه مادام بالإمكان الرجوع الى النبع والاطلاع على أحاديث قد لايكونوا وصلوا إليها، ومادام بالإمكان التفكير والاستنباط مع ملاحظة تغير الظروف [2].
كان ابن السنوسي المؤرخ يمتاز بغزارة معلوماته، ويعتز بتاريخ أجداده، ويؤمن بضرورة حصر الإمامة في قريش ومع هذا ساند الدولة العثمانية حرصاً على وحدة الأمة، ودحر أعدائها وكان اسلوبه في كتابة التاريخ على نمط مؤرخي المسلمين، ويقتصر على سرد الحوادث.
كان ابن السنوسي فقيهاً متصوفاً، اهتم بالعلوم الفقهية، وغاص في معرفة حقائق النفوس البشرية، واستنبط منهجاً تربوياً لعلاج الامراض النفسية، والرقي بها نحو الكملات الإنسانية مسترشد بكتاب الله وسنة خير البرية.

[1] انظر: ايقاظ الوسنان، ص139.
[2] انظر: الحركة السنوسية، ص151.
نام کتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست