responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 180
السنوسي أن يبدد جميع الإتهامات، وطلب من الوالي العثماني أن يجمعه مع العلماء في طرابلس، وتألف مجلس من كبار العلماء، أحمد المقرحي، وكان من أبرز العلماء وأقربهم مكانة عند الوالي العثماني، والشيخ القزيري، البنغازي، وأخذ أعضاء المجلس العلمي يناقشون ابن السنوسي، وجاء رده حاسماً، وشاملاً بل ومحرجاً لبعض العلماء، فأيقنوا أنهم أمام محيط من العلوم الراسخة، والحجج الدامغة، والبراهين الساطعة، ومن ذلك الحين انضم الشيخ أحمد المقرحي، والشيخ علي القزيري إلى الإخوان وتجردوا لخدمة الحركة السنوسية، وانضم أيضاً على أشقر وأصبح من أتباع الطريقة السنوسية [1].
وكان من أساليبه في الإقناع، ضرب الأمثلة العملية الحية، وكان ذات مرّة في مجلسه بمكة يحف به بعض الزوار، فدخل شخص أجنبي له مظهره الملفت للنظر، وحيا الحاضرين ثم وجه سؤالاً علمياً معقداً إلى ابن السنوسي، كأنه يريد منه التعجيز، وكان ابن السنوسي مشغولاً بعمل باشره، وطلب السائل سرعة الجواب بصورة لفتت نظر الحاضرين، ففهم ابن السنوسي السائل وطمأنه بسرعة الإجابة، واستدعى تلميذه عبد الله التواتي وكان يقوم بنصيبه في العمل، وكان يومها يقوم بـ (عجن الطين) أثناء القيام بعملية بناء في زاوية مكة، وكان يرتدي لباس العمال، ولما استدعاه ابن السنوسي جاء مسرعاً بملابس، العمل وقد علق الطين الذي كان يقوم بعجنه في رجليه وهندامه، فقال له ابن السنوسي أجب سائلنا هذا عن سؤاله، كذا وكذا، واسترسل عبد الله في الإجابة الشاملة من ذاكرته، ولم يترك ثغرة في السؤال، وجاء بمختلف الأقوال في المسألة ثم ردها إلى حقيقتها، فتعجب الناس، وتحير السائل ثم اقتنع وقال: لايصح أن يكون مثل هذا الرجل الفاضل عاملاً وبهذه الصورة، فمن حقه أن يتصدر المجالس، فأجابه ابن السنوسي بقوله إن جماعتنا كلهم على هذا الغرار، ومن لم يصل منهم إلى هذا المستوى، فهو في طريقه إليه وهذا العمل الذي تعيبه عليهم لم يكن معيباً لهم أو لينقص من شأنهم وقيمتهم، إنهم

[1] انظر: السنوسي الكبير، ص104.
نام کتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 180
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست