نام کتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 189
بعد وفاة ابن عمه 1219هـ، جلس للأخذ من علماء مستغانم لمدة سنتين كامليتين، ثم توجهه الى بلدة مازونه ومكث بها عاماً ثم رحل الى مدينة تلمسان وأقام بها مايقارب من السنة وتتلمذ على كبار شيوخها.
كان تفكيره في حال الأمة مبكراً، واجتهد في البحث عن العلل والأسباب التي أدت الى التدهور والضعف المخيف في كيان الأمة، وذكر أن من أسباب هذا الضياع، فقدان القيادة الراشدة، وغياب العلماء الربانيين، وانعدام الغيرة الدينية، والانشغال بالخلافات التي فرقتهم شيعاً وجماعات .... الخ.
رأى ابن السنوسي أن الايمان هو القضية الأولى والأساسية، لهذه الأمة، فإذا تخلف المسلمون عن غيرهم في وسائل الحياة الحرة الكريمة؛ فمرد ذلك الى انحرافهم عن فهم الاسلام فهماً سليماً.
ولا سبيل الى إصلاح حالهم ومآلهم إلا بالايمان على الوجه الذي بينه الله في كتابه، ورسوله - صلى الله عليه وسلم - في سنته. وهو أن يكون طاقة دافعة الى العمل، وقوة محركة للبناء، وحافزاً طبيعياً للتفوق.
رأى أهمية العلم في نهوض الأفراد والجماعات والأمم، لأن العلم ظهير الإيمان، وأساس العمل الصالح، ودليل العبادة.
سافر الى فاس ليزداد في طلب العلم وبقي في المغرب الأقصى سبع سنين متتالية، وكانت تجربته في فاس ثرية.
وبعد ذلك ترك المغرب الأقصى وتوجه نحو المشرق، فمر بتونس وليبيا ثم دخل القاهرة وكان ذلك عام 1239هـ/1824م.
كانت زيارته لمصر قد رسخت في نفسه ضعف دولة الخلافة من جهة، وزاد ضعفها بظهور حكومة محمد علي باشا على مسرح الأحداث في مصر وقد وصل الى قناعة مهمة في الاصلاح والنهوض.
لقد خبر ابن السنوسي اوضاع الدولة العثمانية في وطنه الأول الجزائر حيث تسلط الولاة الأتراك وحكمهم الاستبدادي، وعجز الدولة عن منعهم من الظلم،
نام کتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 189