نام کتاب : التيجان في ملوك حمير نویسنده : عبد الملك بن هشام جلد : 1 صفحه : 208
مضاض المثل في زمانه، قال رجل من أهل الطائف يقال له بهنان كان من أهل هزان بن سكسك بن وائل بن حمير:
أموت جد الفراق بيثرب ... كما مات من حر الفراق مضاض
فتى لم يخن لكن ردى الدهر خانه ... تولى وللأيام فيه عضاض
فباد ويحيي ذكره بعد موته ... حديث على طول الزمان مفاض
وخاض ببحر لم يكن منه مصدر ... بعيد على الوراد ليس بخاض
دعاه وقد قضى من الموت نحبه ... بنات الثرى من دونهن رياض
قال: وإن الحارث بن مضاض ألقى بنفسه إلى قبر مضاض وأنشأ يقول:
أنا الملك المحجوب بالحجر والصفا ... إلى البارقات الغر بين القوانس
رضيت عن الأيام دهراً فخلخلت ... على الليالي بعدها بالهواجس
فأفردت من طسم وعاد وجرهم ... وعملاق والشهبا جديس ورائس
فلما رأيت الدهر ألوى بأسرتي ... وأفردني بعد الهمام الممارس
تجشمت من كرمان كل تنوفة ... وجاوزت حد القصر من أرض فارس
ولججت في لجى سمرقند فانتهت ... بي الأرض بهما أقعدت كل ناحس
جبال بكل الطرف دون أنوفها ... وجوماته صاد قفار بسابس
فسامرت رجل الجن في فلواتها ... وساريت جري العاصفات الروامس
نزحت عن الدنيا ولست بنازح ... وعديت عن رسم الديار الدوارس
تغربت في الدنيا مثيناً ثلاثة ... ولا بد من حتم الصروف العوابس
بعيس إياد انتهبت إلى التي ... تطم على مجرى النجوم النواحس
نام کتاب : التيجان في ملوك حمير نویسنده : عبد الملك بن هشام جلد : 1 صفحه : 208