نام کتاب : التيجان في ملوك حمير نویسنده : عبد الملك بن هشام جلد : 1 صفحه : 227
أبيك وعمك. وتالله ما كنت أرضى بالزنا وأنا كريمة لكرم وإن عمك حرم الخمر على نفسه، وهو أول من حرمها، وقال:
شربت من الخرطوم صهباه مزة ... لها مسلك بين الحشا والجوانح
لها نشوة تدعو الحليم إلى الصبا ... وتذهب من أحزانه كل فادح
سوى أنها بالحي تجحف بالفتى ... وتفسد من أحواله كل صالح
تجور بأهل الرأي عن فصل رأيهم ... وتزري بأرباب الحلوم الرواجح
إذا لم أكن أنفك فيها أبت بها ... على شرجع ما بين أيدي النوائح
فوالله ثم الله لازلت بعدها ... لها قالياً ما بين غاد ورائح
أحرمها ما حرم البيت ربه ... وتحريم إبراهيم دم الذبائح
وهو هرم بن عمرو - وكان أول من حرم الخمر على نفسه بلا ديانة - قال، ثم أتى إلى القوم وهو لا يدري من هم وقد سمع ما سمع منهم، فجلس مجلس قضائه وأحكامه ثم قال: ائتوني بالنفر المستضيفين، فقال لهم: هل من حاجة أقضيها لكم وتنصرفون؟ قالوا: نعم أيها الملك آتيناك نسألك عن بعض شأننا ونتحاكم إليك في أمرنا، وكان أفعى نجران أعلم أهل ذلك الزمان بعلم سليمان بن داود عليهم السلام، وكان داعياً من دعاته وكان قبل سليمان أعلم العرب بالنجم والزجر، وكانت العرب أعلم أهل الدنيا بالنجم عن إبراهيم وإسماعيل. فقالوا له: أيها الملك
خرجنا نريد إليك في أمورنا فرأينا ثلاث شجرات سانحة وبارحة ووسطى على طريقنا، وعلى السانحة طائر وعلى البارحة طائر فجعل الذي على السانحة يطير إلى البارحى ويعافي الوسطى، ففعلا ذلك مراراً قال لهم: سيأتي زمان يهدي الغني إلى الغني والضعيف المحتاج بينهما لا يهدون إليه شيئاً، قالوا: ثم مضينا إلى
نام کتاب : التيجان في ملوك حمير نویسنده : عبد الملك بن هشام جلد : 1 صفحه : 227