نام کتاب : التيجان في ملوك حمير نویسنده : عبد الملك بن هشام جلد : 1 صفحه : 263
الدهور قمرته رأتني الأيام من حيث لا أراها، ذهب الطرب وبقي الجرب لابد من دعوة الداعي وإجابة المجيب، فقال شعراً:
ولقد سئمت من الحياة وطولها ... وعمرت من عدد السنين كئينا
مائة حدتها بعدها مائتان لي ... وازددت من عدد الشهور سنينا
هل ما بقي إلا كما قد فاتنا ... يوم يمر وليلة تحدونا
هل ترغب الأرواح إلا ساعة ... تلقى سقاماً عندها منونا
فانظر لما قدمت سوف تزوره ... حتماً وتمسي عنده مرهونا
أيها الإملاء: ما رغبة امرئ القيس بالعيش إذ ليس بد من الموت وهو يرى موقف المظلوم من الظالم! أبت الأحساب الزكية والمناقب السنية من الأمور الدنية، أما إنه على كل امرئ منكم رقيب يأمره وينهاه، فإن من لا يرضى الظلم عدو للظالمين ومن والى الخالق نبذ المخلوقين ومن عرف الحق وجهل الباطل، هذا أبو ذؤيب بعد العز الرفيع والعدد الجميع والشرف المنيع تناولته الأيدي بالظلم وقد اضطر من ظلم إلى مانع عدل حكم فليس لكم قول صادق الخالق دون إيضاح العذر فقد أرسلكم إليه ووجه الأمر بالمقدرة دون المعذرة ومن حذر مائقاً فذاك مائق، وأنشأ يقول:
وما كل ذي لب يعاش بعقله ... ولكن إذا قاد الأمور حكيمها
برأي ذوي الألباب في الأمر يهتدي ... وهل يبرم الآراء إلا عليمها
وقد يتقي المظلوم من ذي ظلامة ... بعير همام أو يطاع ظلومها
وما سقطت يوماً من الناس أمة ... إلى الذل إلا أن يسود ذميمها
فعندك عن هذا أو ذاك ما هما ... فهذا له حط وذاك سقيمها
نام کتاب : التيجان في ملوك حمير نویسنده : عبد الملك بن هشام جلد : 1 صفحه : 263