responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 120
لا يعترفون بالسيادة إلا للمسلمين من قريش، لكون النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - منهم، ولما استقر في أذهان العرب من تعظيمهم واحترامهم. وبهذه الكلمات النيرة التي قالها الصديق اقتنع الأنصار بأن يكونوا وزراء مُعينين وجنودًا مخلصين، كما كانوا في عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وبذلك توحد صف المسلمين [1].

2 - زهد عمر وأبي بكر -رضي الله عنهما- في الخلافة وحرص الجميع على وحدة الأمة:
بعد أن أتم أبو بكر حديثه في السقيفة قدم عمر وأبا عبيدة للخلافة، ولكن عمر كره ذلك وقال فيما بعد: فلم أكره مما قال غيرها، كان والله أن أقدم فتضرب عنقي لا يُقربني ذلك من إثم أحب إليَّ من أن أتامر على قوم فيهم أبو بكر [2].
وبهذه القناعة من عمر بأحقية أبي بكر بالخلافة قال له: ابسط يدك يا أبا بكر، فبسط يده، قال: فبايعته وبايعه المهاجرون والأنصار، وجاء في رواية قال عمر: « ... يا معشر الأنصار: ألستم تعلمون أن رسول الله قد أمر أبا بكر أن يؤم الناس، فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر - رضي الله عنه -؟ فقالت الأنصار: نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر [3].
وهذا ملحظ مهم وُفِّق إليه عمر - رضي الله عنه -، وقد اهتم بذلك النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في مرض موته فأصر على إمامة أبي بكر، وهو من باب الإشارة بأنه أحق من غيره بالخلافة. وكلام عمر في غاية الأدب والتواضع والتجرد من حظ النفس، ولقد ظهر زهد أبي بكر في الإمارة في خطبته التي اعتذر فيها من قبول الخلافة حيث قال: والله ما كنت حريصًا على الإمارة يومًا ولا ليلة قط، ولا كنت فيها راغبًا، ولا سألتها الله -عز وجل- في سر وعلانية، ولكني أشفقت من الفتنة، وما لي في الإمارة من راحة، ولكن قلدت أمرًا عظيمًا ما لي به من طاقة ولا يد إلا بتقوية الله عز وجل، ولوددت أن أقوى الناس عليها مكاني [4].
وقد ثبت أنه قال: وددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين؛ أبي عبيدة أو عمر، فكان أمير المؤمنين وكنت وزيرًا [5] , وقد تكررت خطب أبي بكر في الاعتذار عن تولي الخلافة وطلبه التنحي عنها، فقد قال: « ... أيها الناس: هذا

[1] التاريخ الإسلامي: 9/ 24.
[2] البخاري، كتاب المحاربين، رقم: 6830.
[3] مسند أحمد: 1/ 21، وصحح إسناده أحمد شاكر: 1/ 213، رقم: 133.
[4] المستدرك: 3/ 66، قال الحاكم: حديث صحيح وأقره الذهبي.
[5] الأنصار في العهد الراشد، حامد محمد الخليفة، ص 108. تاريخ الخلفاء للسيوطي: ص 91.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست