responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 231
بقتلها؛ لأن حد الأنبياء ليس يشبه الحدود، فمن تعاطى ذلك من مسلم فهو مرتد أو معاهد فهو محارب غادر. [1] وقال في الأخرى: بلغني أنك قطعت يد امرأة في أن تغنت بهجاء المسلمين ونزعت ثنيتها، فإن كانت ممن تدعي الإسلام فأدب وتقدمة دون المثلة، وإن كانت ذمية لعمري لما صفحت عنه من الشرك أعظم، ولو كنت تقدمت إليك في مثل هذا لبلغت مكروها فاقبل الدعة وإياك والمثلة في الناس؛ فإنها مأثم ومنفرة إلا في قصاص [2].

من خطباء الإيمان:
كان بعض أهل اليمن لهم مواقف عظيمة في الثبات على الحق والدعوة إلى الإسلام وتحذير قومهم من خطورة الردة، ومن هؤلاء كان «مران بن ذي عمير الهمداني» أحد ملوك اليمن الذي كان قد أسلم ممن أسلم من أهل اليمن، فلما ارتد الناس هناك وتكلم سفهاؤهم بما لا يليق وقف فيهم خطيبًا وقال لهم: يا معشر همدان إنكم لم تقاتلوا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولم يقاتلكم فأصبتم بذلك الحظ ولبستم به العافية، ولم يعمكم بلعنة تفضح أوائلكم وتقطع دابرهم، وقد سبقكم قوم إلى الإسلام وسبقتم قومًا، فإن تمسكتم لحقتم من سبقكم وإن أضعتموه لحقكم من سبقتموه، فأجابوا إلى ما أحب، وأنشد أبياتا رثى فيها النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول فيها:
إن حزني على الرسول طويل ... ذاك مني على الرسول قليل
بكت الأرض والسماء عليه ... وبكاء خديمه جبريل (3)

وقام عبد الله بن مالك الأرحبي وكان من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، له هجرة وفضل في دينه فاجتمع إليه همدان فقال: يا معشر همدان إنكم لم تعبدوا محمدًا إنما عبدتم رب محمد وهو الحي الذي لا يموت، غير أنكم أطعتم رسوله بطاعة الله، واعلموا أنه استنقذكم من النار، ولم يكن الله ليجمع أصحابه على ضلالة، وذكر له خطبة طويلة يقول فيها:
لعمري لئن مات النبي محمد ... لما مات يا ابن القَيلِ رب محمد

[1] تاريخ الطبري: 4/ 157.
[2] تاريخ الطبري: 4/ 157.
(3) الإصابة في تمييز الصحابة: 6/ 223، رقم: 8400.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 231
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست