responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 258
فسقوا الإبل عللا بعد نَهَل [1]، فكان هذا مما عاين الناس من آيات الله بهذه السرية [2].

هزيمة المرتدين:
ثم لما اقترب من جيوش المرتدة -وقد حشدوا وجمعوا خلقًا عظيمًا- نزل ونزلوا وباتوا مجاورين في المنازل، فبينما المسلمون في الليل إذ سمع العلاء أصواتا عالية في جيش المرتدين، فقال: من رجل يكشف لنا خبر هؤلاء؟ فقام عبد الله بن حذف فدخل فيهم فوجدهم سُكارى لا يعقلون من الشراب فرجع إليه فأخبره، فركب العلاء من فورهم والجيش معه فكبسوا أولئك فقتلوهم قتلاً عظيمًا وقل من هرب منهم، واستولى على جميع أموالهم وحواصلهم وأثقالهم، فكانت غنيمة عظيمة جسيمة، وكان الحطم بن ضبيعة أخو بني قيس ابن ثعلبة من سادات القوم نائمًا فقام دهشًا حين اقتحم المسلمون عليهم، فركب جواده فانقطع ركابه فجعل يقول: من يصلح لي ركابي؟ فجاء رجل من المسلمين في الليل فقال: أنا أصلحها لك ارفع رجلك فلما رفعها ضربه بالسيف فقطعها مع قدمه، فقال: أجهز عليَّ فقال: لا أفعل، فوقع صريعًا، وكلما مر به أحد يسأله أن يقتله فيأبى، حتى مر به قيس بن عاصم فقال له: أنا الحطم فاقتلني فقتله، فلما وجد رجله مقطوعة ندم على قتله، وقال: واسوأتاه لو أعلم ما به لم أحركه، ثم ركب المسلمون في آثار المنهزمين يقتلونهم بكل مرصد وطريق، وذهب من فر منه أو أكثر إلى دارين [3]، ركبوا إليها السفن، ثم شرع العلاء بن الحضرمي في قسمة الغنيمة ونفل الأنفال، ولما فرغ من ذلك قال للمسلمين: اذهبوا بنا إلى دارين لنغزو من بها من الأعداء، فأجابوا إلى ذلك سريعًا، فسار بهم حتى أتى ساحل البحر ليركبوا في السفن، فرأى أن الشقة بعيدة لا يصلون إليهم في السفن حتى يذهب أعداء الله، فاقتحم البحر بفرسه وهو يقول: يا أرحم الراحمين، يا حكيم يا كريم، يا أحد يا صمد، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، لا إله إلا أنت يا ربنا. (4)
وأمر الجيوش أن يقولوا ذلك ويقتحموا، ففعلوا ذلك فأجاز بهم الخليج بإذن الله على مثل رملة دمثة فوقها ماء لا يغمر أخفاف الإبل، ولا يصل إلى ركب الخيل، ومسيرته بالسفن يوم وليلة فقطعه إلى الجانب الآخر فعاد إلى

[1] العلل: الشربة الثانية، والنهل: شرب الإبل أول ما ترد الماء.
[2] البداية والنهاية: 6/ 333.
[3] دارين: بكسر الراء هي فرضة بالبحرين.
(4) البداية والنهاية: 6/ 121.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 258
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست