responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 269
الأعْلَى"، فقال مجاعة: أما إن رجلاً من أهل البحرين كان يكتب، أدناه مسيلمة وقربه حتى لم يكن يعد له في القرب عنده أحد، فكان يخرج إلينا فيقول: ويحكم يا أهل اليمامة، صاحبكم والله كذاب وما أظنكم تتهموني عليه، إنكم لترون منزلتي عنده وحالي، ووالله يكذبكم وبايعكم على الباطل، قال خالد: فما فعل ذلك البحراني؟ قال: هرب منه، كان لا يزال يقول هذا القول حتى بلغه، فخافه على نفسه فهرب فلحق بالبحرين، قال خالد: هات، زدنا من كذب الخبيث، فقال مجاعة بعض رجز مسيلمة، فقال خالد: وهذا كان عندكم حقًا وكنتم تصدقونه؟ قال مجاعة: لو لم يكن عندنا حق لما لقيتك غدًا أكثر من عشرة آلاف سيف يضاربونك فيه حتى يموت الأعجل، قال خالد: إذًا يكفيناكم الله ويعز دينه، ففي سبيله يقاتلون ودينه يريدون. [1] فهذا رد يدل على عظمة إيمان خالد وثقته بالله، فقد كان إيمانه بالله وثقته المطلقة في نصر الله لدينه هما اللذين فجرا في شخصيته كنوز المواهب الحربية وفنون المهارات القيادية، لقد قاتل يوم بزاخة بسيفين حتى قطعهما، فقد كان يملأ الإيمان قلبه ويعتز بالله وحده، وكان ذلك كفيلاً بإسقاط هيبة عدوه من نفسه وغرس هيبته في قلب عدوه، وذلك أول الطريق لإحراز النصر الحاسم عليه وإلحاق الهزيمة الساحقة به [2].

ب- شن الحرب النفسية قبل المعركة:
وضع خالد بن الوليد خطته على أساس استخدام الحرب النفسية ثم تحكيم السيف، فبعث زياد بن لبيد وكان صديقًا لمحكم بن طفيل سيد أهل اليمامة بقصد أن يكسبه إلى
جانبه، فقال خالد لزياد: لو لقيت إلى محكم شيئا تكسره به، فكتب زياد إليه أبياتا من
الشعر جاء فيها:
ويل اليمامة ويلاً لا فراق له ... إن جالت الخيل فيها بالقنا الصادي
والله لا تنثني عنكم أعنتها ... حتى تكونوا كأهل الحجر أو عاد

واتجه خالد كذلك إلى عمير بن صالح اليشكري وكان قد أسلم وكتم إسلامه على قومه، وكان قوي العقيدة راسخ الإيمان، وقال له: تقدم إلى قومك، فأتاهم وقال: أظلكم خالد في المهاجرين والأنصار، إني رأيت قومًا إن غالبتموهم بالصبر غلبوكم بالنصر، وإن

[1] حروب الردة: ص 82.
[2] حركة الردة للعتوم: ص 218، 219.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 269
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست