responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 321
كيسا في حقوة، فتناول خالد الكيس ونثر ما فيه في راحته فقال: ما هذا يا عمرو؟ قال: هذا وأمانة الله سُمُّ ساعة، قال: لِمَ تَحْتقب السم؟ قال: خشيت أن تكونوا على غير ما رأيت، وقد أتيت على أجلي والموت أحب إليَّ من مكروه أدخله على قومي وأهل قريتي، فقال خالد: إنها لن تموت نفس حتى تأتي على أجلها، وقال: بسم الله خير الأسماء رب الأرض ورب السماء -الذي ليس يضر مع اسمه داء- الرحمن الرحيم، فأهووا إليه يمنعونه منه وبادرهم فابتلعه، فقال عمرو: والله يا معشر العرب لتملكن ما أردتم ما دام منكم أحد أيها القرن. [1] وأقبل على أهل الحيرة فقال: لم أر كاليوم أوضح إقبالاً [2]، وقد ذكر هذه الرواية الحافظ ابن كثير ولم يضعفها [3]، وذكرها الحافظ ابن حجر وقال: رواه أبو يعلى ورواه ابن سعد من طريقين آخرين ولم يضعفها [4]، وذكرها ابن تيمية مثالاً من أمثلة الكرامات. (5)
وقد أنكر بعض الكتاب المعاصرين هذا الخبر واعتبروه من نسج خيال بعض الرواة حول شخصية خالد، وقد ثبتت هذه الرواية من ناحية الإسناد؛ فقد ارتضاها الطبري وابن سعد وابن كثير وابن حجر وابن تيمية ولم يضعفوا إسنادها، وهم أعلم وأنصف في علم التاريخ الإسلامي من الكتاب المعاصرين.
إن خالدًا - رضي الله عنه - عندما أقدم على شرب السم، كان في قمة اليقين والإيمان بأن الله -جل جلاله- هو الذي خلق كل شيء وأودع في كل شيء خصائصه، وأنه القادر على أن يلغي مفعول هذه الخصائص إذا أراد لحكمة عالية وهدف عظيم، كما أذهب فعالية النار حينما ألقي فيها إبراهيم - عليه السلام - وجعلها عليه بردًا وسلامًا، وقد حصل ذلك لغير الأنبياء عليهم السلام؛ كما حصل لأبي مسلم الخولاني لما رفض أن يقر بنبوة الأسود العنسي الكذاب؛ فألقاه في النار فوجوده فيها قائمًا يصلي ولم تضره. [6] كما أن خالدًا حينما قدم على ذلك لم يخالج قلبه ذرة من إرادة حظ النفس وكسب السمعة والجاه؛ لأنه لو نوى شيئًا من ذلك لعلم أن الله تعالى سيتخلى عنه، وهو لا حول له ولا قوة على

[1] يعني: أهل الجيل المعاصر.
[2] تاريخ الطبري: 4/ 180.
[3] البداية والنهاية: 6/ 251.
[4] الإصابة لابن حجر: 2/ 218 رقم: 2206.
(5) الفتاوى: 11/ 154.
[6] التاريخ الإسلامي: 9/ 153.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 321
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست