responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 337
له: أن «أقدم ولا تحجم، واستنصر بالله». فتقدم خالد حتى بلغ القسطل في طريق البحر الميت فهزم جيشًا من الروم على الشاطئ الشرقي للبحر، ثم تابع مسيرته، عند ذلك هاج الروم فجمعوا قوات تزيد على ما جمعوا في تيماء، ورأى خالد تجمعهم فكتب إلى الخليفة يستمده ليتابع تقدمه، فبعث إليه عكرمة بن أبي جهل بجيش البدال، (1)
كما بعث إليه الوليد بن عقبة بجموع أخرى، فلما وصلت هذه القوات إلى خالد بن سعيد أمر بالهجوم على الروم وأخذ طريقه إلى مرج الصفر، وانحدر القائد الرومي ماهان بجيشه يستدرج جيوش المسلمين التي اتجهت إلى جنوب البحر الميت، ووصلت إلى مرج الصفر شرقي بحيرة طبرية، واغتنم الروم على المسلمين الفرصة وأوقعوا بهم الهزيمة، وصادف ماهان سعيد بن خالد بن سعيد في كتيبة من العسكر فقتلهم وقتل سعيدًا في مقدمتهم، وبلغ خالد مقتل ابنه، ورأى نفسه قد أحيط به فخرج هاربًا في كتيبة من أصحابه على ظهور الخيل، وقد نجح عكرمة في سحب بقية الجيش إلى حدود الشام [2].

أولاً: عزم أبي بكر على غزو الروم ومبشرات في الطريق:
كان أبو بكر يفكر في فتح الشام، ويجيل النظر ويقلب الرأي في ذلك، وبينما كان الصديق مشغولاً بذلك الأمر جاء شرحبيل بن حسنة -أحد قواد المسلمين في حروب الردة- فقال: يا خليفة رسول الله، أتحدث نفسك أنك تبعث إلى الشام جندًا؟ فقال: نعم، قد حدثت نفسي بذلك وما أطلعت عليه أحدًا وما سألتني عنه إلا لشيء، قال: أجل إني رأيت يا خليفة رسول الله فيما يرى النائم كأنك تمشي في الناس فوق خَرْشفة من الجبل -يعني مسلكًا وعرًا- حتى صعدت قُنَّة من القنات العالية فأشرفت على الناس ومعك أصحابك، ثم إنك هبطت من تلك القنات إلى أرض سهلة دمثة -يعني لينة- فيها الزرع والقرى والحصون، فقلت للمسلمين: شنوا الغارة على أعداء الله وأنا ضامن لكم بالفتح والغنيمة، وأنا فيهم معي راية، فتوجهت بها إلى أهل قرية فسألوني الأمان فأمنتهم، ثم جئت فأجدك قد انتهيت إلى حصن عظيم ففتح الله لك وألقوا إليك السلم، ووضع الله لك مجلسًا فجلست عليه، ثم قيل لك: يفتح الله عليك وتُنصر فاشكر ربك

(1) كان عكرمة قد رجع من كندة وحضرموت عن طريق اليمن ومكة، فلما بلغ المدينة أمره الخليفة أن يسير مددًا لخالد بن سعيد، وكان عكرمة قد سرح الجند الذين قاتلوا معه في جنوب شبه الجزيرة، فاستبدل الخليفة بهم غيرهم وأمرهم أن يسيروا تحت لواء عكرمة إلى الشام ..
[2] أبو بكر الصديق، د: نزار الحديثي، خالد الجنابي: ص 58.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 337
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست