responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 342
مستكرهًا بل خرجوا طواعية، وأقبلت جموعهم بنسائهم وأولادهم وكانوا من أسرع المستجيبين للنداء حبًّا ورغبة في الجهاد. ويعبر عن هذا أنس بن مالك حامل رسالة الصديق إلى أهل اليمن، والذي تنقل بين أحيائهم قبيلة قبيلة وجناحًا جناحًا يقرأ عليهم كتاب أبي بكر ويحثهم على الإسراع، فقال: فكان كل من أقرأ عليه ذلك الكتاب ويسمع هذا القول يحسن الرد عليَّ ويقول: نحن سائرون وكأنا قد فعلنا، حتى انتهيت إلى ذي الكلاع، فلما قرأت عليه الكتاب وقلت هذا المقال دعا بفرسه وسلاحه ونهض في قومه من ساعته ولم يؤخر ذلك، وأمر بالعسكر، فما برحنا حتى عسكر وعسكر معه جموع كثيرة من أهل اليمن، وقد قام فيهم خطيبًا فقال فيما قاله: ثم قد دعاكم إخوانكم الصالحون إلى جهاد المشركين واكتساب الأجر العظيم، فلينفر من أراد النفير معي الساعة. [1] فعاد أنس بن مالك في حوالي 11 رجب 12هـ وبشر أبا بكر بقدوم القوم، فقال: قد أتوك شعثًا غبرًا أبطال اليمن وشجعانها وفرسانها، وقد ساروا إليك بالذراري والحرم والأموال ([2]
وما لبث إلا أيامًا حتى قدم ذو الكلاع الحميري وقومه في حوالي 16 رجب 12 هـ [3]، ولم تكن هذه الاستجابة الفورية الراغبة خاصة بأهل «حمير»؛ بل كل من جاء من اليمن كان على نفس المستوى؛ وعلى سبيل المثال فقد قدم من «همدان» أكثر من ألفي رجل وعليهم حمزة بن مالك الهمداني [4]، وعندما قدم أهل اليمن على المدينة ودخلوا المسجد على أبي بكر فلما سمعوا القرآن اقشعرت جلودهم من خشية الله وجاشت أنفسهم، وجعلوا يبكون خاشعين، فبكى أبو بكر وقال: هكذا كنا، ثم قست القلوب. [5] وعندما رأى ذو الكلاع الحميري الصديق وجده شيخًا نحيلاً معروق الوجه وعليه ثوب خشن ولا شيء يسطع من ثيابه! لا شيء على الإطلاق غير الورع يضيء وجهه الأبيض، وكان ذو الكلاع قدم على الصديق من اليمن ومن خلفه ومن حوله ألف عبد من الفرسان، وعلى رأسه التاج وعلى حلته الجواهر المتلألئة وبردته تسطع بخيوط الذهب المرصع باللآلي والياقوت والمرجان، فلما شاهد ما عليه الصديق من اللباس والزهد والتواضع والنسك، وما هو عليه من الوقار والهيبة، تأثر ذو الكلاع ومن معه من

[1] الكامل لابن الأثير: 2/ 64؛ اليمن في صدر الإسلام: ص 301، 302.
[2] اليمن في صدر الإسلام: ص 302 ..
[3] اليمن في صدر الإسلام: ص 302 ..
[4] اليمن في صدر الإسلام: ص 302 ..
[5] الصديق أول الخلفاء: ص 114، أبو بكر للطنطاوي: ص 218.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 342
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست