responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 354
وجاء كتاب من عمرو بن العاص بخصوص جموع الروم، ورد عليه الصديق فقال: سلام عليك، أما بعد: فقد جاءني كتابك تذكر ما جمعت الروم من الجموع، وإن الله لم ينصرنا مع نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بكثرة جنود، وقد كنا نغزو مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وما معنا إلا فَرَسان، وإن نحن إلا نتعاقب الإبل، وكنا يوم أحد مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وما معنا إلا فرس واحد كان رسول الله يركبه، ولقد كان يظهرنا ويعيننا على من خالفنا. واعلم يا عمرو أن أطوع الناس لله أشدهم بغضًا للمعاصي، فأطع الله ومر أصحابك بطاعته [1].

خروج هاشم بن عتبة بن أبي وقاص إلى الشام:
وشرع الصديق في إمداد الجيوش الإسلامية ببلاد الشام بالرجال والسلاح والخيول وما يحتاجونه، ودعا هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، وقال له: يا هاشم، إن من سعادة جَدِّك ووفاء حظك أنك أصبحت ممن تستعين به الأمة على جهاد عدوها من المشركين، وممن يثق الوالي بنصيحته ووفائه وعفافه وبأسه، وقد بعث إليَّ المسلمون يستنصرون على عدوهم من الكفار، فسر إليهم فيمن تبعك، فإنني نادب الناس معك، فاخرج حتى تقدم على أبي عبيدة أو يزيد قال: لا، بل على أبي عبيدة! قال: فاقدم على أبي عبيدة.
وقام أبو بكر - رضي الله عنه - في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد: فإن إخوانكم من المسلمين معافون مدفوع عنهم مصنوع لهم، وقد ألقى الله الرعب في قلوب عدوهم منهم، وقد اعتصموا بحصونهم وأغلقوا أبوابها دونهم عليهم، وقد جاءتني رسلهم يخبرونني بهرب هرقل ملك الروم من بين أيديهم حتى نزل قرية من قرى الشام في أقصى الشام وقد بعثوا إلي يخبرونني أنه قد وجه إليهم هرقل جندًا من مكانه ذلك، فرأيت أن أمد إخوانكم المسلمين بجند منكم يشدد الله بهم ظهورهم، ويكبت بهم عدوهم، ويلقي بهم الرعب في قلوبهم، فانتدبوا رحمكم الله مع هاشم ابن عتبة بن أبي وقاص واحتسبوا في ذلك الأجر والخير؛ فإنكم إن نصرتم فهو الفتح والغنيمة، وإن تهلكوا فهي الشهادة والكرامة، ثم انصرف أبو بكر - رضي الله عنه - إلى منزله ومال الناس على هاشم حتى كثروا عليه، فلما أتموا ألفًا أمره أبو بكر أن يسير فجاء فسلم عليه، وودعه، فقال له أبو بكر - رضي الله عنه -: يا هاشم، إنما كنا ننتفع من الشيخ الكبير برأيه ومشورته وحسن تدبيره، وكنا ننتفع من الشباب بصبره وبأسه ونجدته، وإن الله -عز وجل- قد جمع لك الخصال كلها وأنت حديث السن مستقبل الخير، فإذا لقيت عدوك فاصبر

[1] خطب أبي بكر الصديق: محمد أحمد عاشور: ص 92.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست