responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 389
رابعًا: السر في اكتساح المسلمين لقوات الفرس والروم:
إن المتأمل في حركة الفتح الإسلامي يرى توفيق الله تعالى لجيوش الخليفة أبي بكر - رضي الله عنه -، فقد اندفعت تلك الجيوش المظفرة نحو العراق والشام، واستطاعت أن تكسر شوكة الرومان والفرس، وتفتح تلك الديار في وقت قياسي في تاريخ الحروب، والسبب في سرعة هذا الفتح عوامل تتعلق بالمسلمين الفاتحين، وأخرى ترجع إلى الأمم التي فتح المسلمون ديارهم، فمن العوامل التي تتعلق بالمسلمين:
1 - إيمان المسلمين بالحق الذي يقاتلون من أجله.
2 - يقين المسلمين بربهم في قضيتي الرزق والأجل، والقضاء والقدر.
3 - تأصل الصفات الحربية في المسلمين.
4 - سماحة المسلمين وعدالتهم مع الشعوب.
5 - رحمة المسلمين في تقدير الجزية والخراج، ووفائهم بعهودهم.
6 - ثروة المسلمين الواسعة من الرجال والقواد العظام.
7 - إحكام الخطة الحربية الإسلامية [1].
وأما الأسباب التي تتعلق بالبلاد المفتوحة فأهمها: ضعف الروم والفرس، فقد ضعفوا وانتشر بينهم الظلم وعم الفساد، ودب فيهم سوء الأخلاق، وأصابت حضارتهم الشيخوخة، وقضى عليها إسراف ملوكها، وانحرافهم عن منهج الله، ومضت فيهم سنته التي لا ترحم ولا تجامل ولا تتبدل. وأما المسلمون فقد أكرمهم الله بمنهجه فساروا عليه، وأخذوا بأسباب التمكين وحققوا شروطه، وتعاملوا مع سنن الله في الشعوب وبناء الدول وإصلاح المجتمعات. ولا يفهم من كلامي أن ضعف الروم والفرس سهل السبيل أمام المسلمين بشكل كبير، فرغم ضعف الدولتين بسبب العوامل السابقة، إلا أنه لم يمنعهما من الإعداد الهائل لملاقاة المسلمين، فجهزتا مئات الآلاف من الجند المدربين الذين يفوقون جند المسلمين عددًا وعدة، كما أنهما أبرزتا أسلحة غير معهودة عند المسلمين كالفيلة والكلاليب المحماة، التي كانوا يرسلونها من خلف الحصون يصطادون

[1] تاريخ الدعوة إلى الإسلام: ص 222 - 227.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 389
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست