responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 54
وقد أعلنت قريش في نوادي مكة بأنه من يأتي بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حيًّا أو ميتًا فله مائة
ناقة، وانتشر هذا الخبر عند قبائل العرب الذين في ضواحي مكة، وطمع سراقة بن
مالك بن جعشم في نيل المكسب الذي أعدته قريش لمن يأتي برسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فأجهد نفسه لينال ذلك، ولكن الله بقدرته التي لا يغلبها غالب جعله يرجع مدافعًا عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعد أن كان جاهدًا عليه [1].
ولما سمع المسلمون بالمدينة بمخرج رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من مكة، كانوا يفدون كل غداة إلى الحرة، فينتظرون حتى يردهم حر الظهيرة، فانقلبوا يومًا بعدما أطالوا انتظارهم فلما أووا إلى بيوتهم أوفى رجل من يهود على أطم [2] من آطامهم لأمر ينظر إليه، فبصر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأصحابه مبيضين [3]، يزول بهم السراب [4]، فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته: يا معشر العرب هذا جدكم [5] الذي تنتظرون، فثار المسلمون إلى السلاح فتلقوا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بظهر الحرة، فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل بهم في بني عوف، وذلك يوم الاثنين [6] من شهر ربيع الأول [7]، فقام أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه، فعرف الناس رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عند ذلك [8].
كان يوم وصول الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأبي بكر إلى المدينة يوم فرح وابتهاج لم ترَ المدينة يومًا مثله، ولبس الناس أحسن ملابسهم كأنهم في يوم عيد، ولقد كان حقًا يوم عيد؛ لأنه اليوم الذي انتقل فيه الإسلام من ذلك الحيز الضيق في مكة إلى رحابة الانطلاق والانتشار بهذه البقعة المباركة (المدينة)، ومنها إلى سائر بقائع الأرض. لقد أحس أهل المدينة بالفضل الذي حباهم الله به، وبالشرف الذي اختصهم الله به، فقد صارت بلدتهم موطنًا لإيواء رسول الله وصحابته المهاجرين، ثم لنصرة الإسلام، كما أصبحت موطنًا للنظام الإسلامي العام التفصيلي بكل مقوماته، ولذلك خرج أهل المدينة يهللون في فرح وابتهاج

[1] السيرة النبوية، عرض وقائع وتحليل أحداث: 1/ 543.
[2] أطم: كالحصن.
[3] مبيضين: عليهم ثياب بيض.
[4] السراب: أي يزول بهم السراب عن النظر بسبب عروضهم له.
[5] جدكم: حظكم وصاحب دولتكم الذي تتوقعونه.
[6] قال الحافظ ابن حجر: هذا هو المعتمد، وشذ من قال: الجمعة، الفتح: 4/ 544.
[7] الهجرة في القرآن الكريم: ص 351.
[8] نفس المصدر السابق: ص 352.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست