responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 153
معهم، فكثير من أهل المدينة يرون أن الفتنة لا زالت مستمرة، فلا بد من التروي حتى تتجلى الأمور أكثر، وهم يقولون لا والله ما ندري كيف نصنع، فإن هذا الأمر لمشتبه علينا ونحن مقيمون حتى يضيئ لنا ويسفر، وروى الطبري أن علي رضي الله عنه خرج في تعبئته التي كانت تعبئ بها إلى الشام وخرج معه النشطة من الكوفيين والبصريين متخفين في سبعمائة رجل [1]، والأدلة على تثاقل الكثير من أهل المدينة عن إجابة دعوة أمير المؤمنين للخروج كثير منهم، خطب الخليفة التي شكا فيها من هذا التثاقل [2].

2 ـ نصيحة الحسن بن علي لوالده:
خرج أمير المؤمنين من المدينة، وعندما بلغ الربذة [3] عسكر فيها بمن معه، ووفد عليه عدد من المسلمين بلغوا المائتين [4]، وفي الربذة قام إليه ابنه الحسن رضي الله عنهما وهو باك لا يخفي حزنه وتأثره على ما أصاب المسلمين من تفرق واختلاف، وقال الحسن لوالده: قد أمرتني فعصيتك، فتقتل غداً بمضيعة لا ناصر لك، فقال علي: إنك لا تزال تخن خنين الجارية [5]، وما الذي أمرته فعصيته؟، قال: أمرتك يوم أحيط بعثمان رضي الله عنه أن تخرج من المدينة، فيقتل ولست بها، ثم أمرتك يوم قتل أن لا تبايع حتى يأتيك وفود أهل الأمصار والعرب وبيعة كل مصر، ثم أمرتك حين فعلا هذان الرجلان، ما فعلا أن تجلس في بيتك حتى يصطلحوا، فإن كان الفساد كان على يدي غيرك، فعصيتني في ذلك كله. قال: أي بني، أما قولك: لو خرجت من المدينة حين أحيط بعثمان، فوا الله لقد أحيط بنا كما أحيط به، وأما قولك: لا تبايع حتى تأتي بيعة الأمصار، فإن الأمر أمر أهل المدينة وكرهنا أن يضيع هذا الأمر، وأما قولك حين خرج طلحة والزبير، فإن ذلك كان وهناً على أهل الإسلام، والله ما زلت مقهوراً مذ وليت، منقوصاً لا أصل إلى شئ مما ينبغي، وأما قولك: اجلس في بيتك فكيف لي بما قد لزمني

[1] المصدر نفسه (5/ 481).
[2] الطبقات (3/ 237)، الأنصار في العصر الراشدى صـ 163.
[3] شرق المدينة المنورة تبعد 240 كم.
[4] أنساب الأشراف (2/ 45) خلافة علي بن أبي طالب صـ 143.
[5] تاريخ الطبري (5/ 482): خن: أخرج الصوت من خياشيمه.
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست