نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 181
جميعاً مسلمين وهذا خبر من رسول الله بما كان من الحسن بن علي بعد وفاة علي في تسليمه الأمر إلى معاوية بن أبي سفيان [1]، فهذه الأحاديث المتقدم ذكرها فيها الإشارة إلى أهل العراق الذين كانوا مع علي وإلى أهل الشام الذين كانوا مع معاوية بن أبي سفيان، وقد وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم من أمته [2]، كما وصفهم بأنهم جميعاً متعلقون بالحق لم يخرجوا عنه كما شهد لهم صلى الله عليه وسلم بأنهم مستمرون على الإيمان ولم يخرجوا عنه بسبب القتال الذي حصل بينهم وقد دخلوا تحت عموم قوله تعالى: ((وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا)) (الحجرات، آية: 90)، وقد قدمنا أن مدلول الآية ينتظمهم رضي الله عنهم أجمعين فلم يكفروا ولم يفسقوا بقتالهم بل هم متأولون مجتهدون.
وقد بين الحكم في قتالهم ذلك علي بن أبي طالب رضي الله عنه كما مر معنا، فالواجب على المسلم، ومن زعم أنه محب لأهل البيت أن يسلك في اعتقاده فيما حصل بين الصحابة الكرام مسلك الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة والذين من أئمتهم وسادتهم أمير المؤمنين علي وابنيه الحسن والحسين وهو الإمساك عما حصل بينهم رضي الله عنه ولا يخوض فيه إلا بما هو لائق بمقامهم.
6 ـ استشهاد أمير المؤمنين علي رضي الله عنه:
تركت معركة النهروان في نفوس الخوارج جرحاً غائراً لم تزده الأيام والليالي إلا إيلاماً وحسرة، فاتفق نفر منهم على أن يفتكوا بعلي رضي الله عنه ويثأروا لمن قتل من أخوانهم في النهروان، واستطاع عبد الرحمن بن ملجم أن يقتل أمير المؤمنين علي بالغدر وهذا محمد بن الحنفية يروي لنا قصة مقتل أمير المؤمنين، فقد قال: كنت والله إني لأصلي تلك الليلة التي ضرب فيها علي في المسجد الأعظم في رجال كثير من أهل المصر، يصلون قريباً من السدة، ما هم إلا قيام وركوع وسجود، وما يسأمون من أول الليل إلى آخره، إذ خرج علي لصلاة الغداة، فجعل ينادي: أيها الناس، الصلاة الصلاة، فما أدري أخرج من السدة، فتكلم بهذه الكلمات أم لا؟، فنظرت إلى بريق، وسمعت: الحكم لله يا علي لا [1] الاعتقاد للبيهقي صـ 198 فتح الباري (13/ 66). [2] مسلم (2/ 746).
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 181