responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 222
وتخللت هذه القصة أمثلة ثلاثة بارزة رائعة مستمدة من الواقع، لإظهار أن الحق لا يقترن بالسلطة والغنى، وإنما يرتبط بالإيمان، وأول هذه الأمثلة قصة أصحاب الجنتين (32 ـ 44) للمقارنة بين الغني المغتر بماله، والفقير المعتز بإيمانه، لبيان حال فقراء المؤمنين وحال أغنياء المشركين. وثانيها: مثل الحياة الدنيا (45 ـ 46) لإنذار الناس بفنائها وزوالها. وأردف ذلك بإيراد بعض مشاهد القيامة الرهيبة من تسيير الجبال، وحشر الناس في صعيد واحد، ومفجأة الناس بصحائف أعمالهم (47 ـ 49) وثالثها: قصة إبليس وإبائه السجود لآدم (50 ـ 53) للموازنة بين التكبر والغرور، وما أدى إليه من طرد وحرمان وتحذير الناس من شر الشيطان، وبين العبودية لله والتواضع، وما حقق من رضوان الله تعالى، وأردف ذلك بيان عناية القرآن بضرب الأمثال للناس للعظة والذكر وإيضاح مهام الرسل للتبشير والإنذار والتحذير من الأعراض عن آيات الله (54 ـ 57) وختمت السورة بموضوعات ثلاثة: أولها ـ إعلان تبديد أعمال الكفار وضياع ثمرتها في الآخرة (100 ـ 106) وثانيها ـ تبشير المؤمنين الذين عملوا الصالحات بالنعيم الأبدي (107 ـ 108) وثالثها ـ أن علم الله تعالى لا يحده حدود ولا نهاية (1)
(109 ـ 110) وكانت آخر آية في السورة وبعدما بين المولى عز وجل كمال كلامه، أمر تعالى محمداً صلى الله عليه وسلم بالتواضع فقال ((قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)) (الكهف، آية: 110) أي قل يا محمد لهم: ما أنا إلا بشر مثلكم في البشرية، ليس لي صفة الملَكية أو الألوهية، ولا علم لي إلا ما علمني الله، إلا أن الله تعالى أوحى إلي أنه لا إله إلا الله الواحد الأحد الصمد، فلا شريك له في ألوهيته، فمعبودكم الذي يجب أن تعبدوه هو معبود واحد لا شريك له ((قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)) أي فمن آمن بلقاء الله، وطمع في ثواب الله على طاعته، فليتقرب إليه بصالح الأعمال، وليخلص له العبادة، وليجتنب الشرك بعبادة الله أحداً من مخلوقاته، سواء أكان شركاً ظاهراً كعبادة الأوثان أو إدعاء غير

(1) التفسير المنير (16/ 197، 198، 199) ..
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 222
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست