responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 225
الجُرم. قال فما العقل؟ قال: قال: حفظ القلب كلَّ ما استرعيته. قال: فما الخُرقُ [1]؟ قال: معاداتك إمامك ورفعك عليه كلامك. قال: فما الثناء. قال: إتيان الجميل وترك القبيح. قال: فما الحزم؟ قال: طول الأناة والرفق بالولاة، والاحتراس من الناس بسوء الظن هو الحزم. قال فما الشَّرف؟ قال: قال: موافقة الأخوان، وحفظ الجيران قال: فما السَّفَهُ؟ قال اتباعُ الدُّناة، ومصاحبة الغُواة. قال: فما الغفلة؟ قال: تركُك المسجد وطاعتك المفسد. قال فما الحرمان؟ قال: تركك حظَّك وقد عُرض عليك. قال: فما السَّيِدُ؟ قال: الأحمق في المال، المتهاون بعرضه، يُشْتَمُ فلا يجيب، المحتزن بأمر العشيرة [2] هو السيد. ثم قال عليُّ: يا بني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا فقر أشد من الجهل، ولا مال أعود من العقل، ولا وحدة أوحش من العجب، ولا مظاهرة أوثق من المشاورة، ولا عقل كالتدبير، ولا حسب كحسن الخلق، ولا ورع كالكفِّ، ولا عبادة كالتفكر، ولا إيمان كالحياء، ورأس الإيمان الصبر، وآفة الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان، وآفة الحلم السفه، وآفة العبادة الفترة، وآفة الظَّرف الصَّلف، وآفة الشجاعة البغي، وآفة السماحة المن، وآفة الجمال الخيلاء وآفة الحبِّ الفخر. ثم قال علي: يا بُنيَّ، لا تستخفَّنَّ برجل تراه أبداً فإن كان أكبر منك فعُدَّ أنه أبوك، وإن كان مثلك فهو أخوك، وإن كان أصغر منك، فاحسب أنه ابنك. فهذا ما ساءل عليُّ ابنه عن أشياء من المروءة. قال القاضي أبو الفرج.
ففي هذا الخبر من الحكمة وجزيل الفائدة ما ينتفع به من راعاه وحفظه ووعاه، وعمل به، وأدّب نفسه بالعمل عليه، وهذبها بالرجوع إليه، وتتوفر فائدته بالوقوف عنده، وفيما رواه أمير المؤمنين وأضعافه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم ما لا غنى لكل لبيب عليم ومدره [3] حكيم عن حفظه وتأمُّله، والمسعود من هُدى لتقبُّله والمجدود [4] من وفق لامتثاله وتقبله [5].

[1] الخرق: الجهل والحمق.
[2] المتحزن بأمر العشيرة: المهتم بأمرهم.
[3] المدرة: زعيم القوم وخطيبهم والمتكلم عنهم.
[4] المجدود: المحظوظ.
[5] البداية والنهاية (11/ 202).
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست