responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 233
ولقد قاسم الله ماله ثلاث مرات، حتى أنه يعطي الخف ويُمسك النعل [1]، فهذا مثل من لزوم ما لا يلزم شرعاً يقوم به الحسن بن علي رضي الله عنهما، حيث لازم الحج ماشياً خمساً وعشرين حجَّة، وهذا يدل على فضيلة المشي في الحج، كما يؤيد ذلك ندم ابن عباس رضي الله عنهما على عدم قيامه بذلك أيام شبابه ومداومة الحسن على ذلك على ما فيه من مشقة تدل على قوة إيمانه ورغبته الصادقة في المزيد من الأعمال الصالحة، والمقصود بالمشي من الحج من مكة إلى عرفة ثم من عرفة إلى مكة، وليس المقصود أن يحج الحاج ماشياً من بلده [2] , ومن سيرة الحسن بن علي رضي الله عنه نتعلم أهمية السياحة إلى البيت الحرام، كلما سمحت ظروفنا وتيسر حالنا قال صلى الله عليه وسلم: تابعوا بين الحج والعمرة، فإن متابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد [3]، ولذلك حج الحسن ماشياً ونجائبه تقاد إلى جانبه خمساً وعشرين مرة في بعض الروايات [4] وقال: إني استحيي من ربي عز وجل أن ألقاه ولم أمشي إلى بيته [5]، وكان رضي الله عنه كثير الصمت، متعبداً على منهج جده صلى الله عليه وسلم.

3 ـ زهده:
فهم الحسن رضي الله عنه من خلال معايشته للقرآن الكريم وملازمته لوالده أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، ومن تفكره في هذه الحياة بأن الدنيا دار ابتلاء واختبار، فقد تربى على كتاب الله واستوعب الآيات التي تحدثت عن الدنيا وأخبرتنا بخستها وقلتها وانقطاعها وسرعة فنائها وكان رضي الله عنه يقرأ كل يوم سورة الكهف ويمر على قوله تعالى: ((وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ

[1] سير أعلام النبلاء (3/ 260).
[2] التاريخ الإسلامي (19/ 221).
[3] الإيمان أولاً صـ 249.
[4] تاريخ ابن عساكر (14/ 72).
[5] المصدر نفسه (14/ 71).
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 233
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست