responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 255
تتنعم بها، وما أراها إلا سجناً عليّ قد أهلكني ضرها وأجهدني فقرها، فلما سمع الحسن كلامه قال له: يا هذا لو نظرن إلى ما أعد الله لي في الآخرة لعلمت أني في هذه الحالة بالنسبة إلى تلك في سجن، ولو نظرت إلى ما أعد الله لك في الآخرة من العذاب الأليم لرأيت أنك الآن في جنة واسعة [1]. لقد كان الحسن بن علي حاضر البديهة، فأجاب بجواب مقنع مفحم حيث أوضح له أن حالته التي يشكو منها إنما هي كالجنة بالنسبة إلى عذاب الآخرة الذي أعد للكافرين وأن حالة الحسن التي ظنها نعيماً إنما هي كالسجن بالنسبة إلى نعيم الجنة الذي أعد للمتقين [2].

15 ـ احترام وتقدير ابن عباس للحسن والحسين رضي الله عنهم:
قال مدرك أبو زياد: كنا في حيطان ابن عباس فجاء ابن عباس وحسن وحسين فطافوا في البستان فنظروا ثم جاءوا إلى ساقية فجلسوا على شاطئها فقال لي حسن: يا مُدرك أعندك غداء؟ قلت: قد خبزنا، قال: إئت به. قال: فجئته بخبز وشئ من ملح جريش وطاقتي بقل فأكل ثم قال: يا مُدرك ما أطيب هذا؟ ثم أتى بغدائه، وكان كثير الطعام طيّبه ـ فقال: يا مُدرك اجمع لي غلمان البستان قال: فقدم إليهم فأكلوا ولم يأكل فقلت: ألا تأكل؟ فقال: ذاك أشهى عندي من هذا، ثم قاموا فتوضأوا ثم قدّمت دابة الحسن فأمسك له ابن عباس بالركاب وسوَّى عليه، ثم جئ بدابّة الحسين فأمسك له ابن عباس بالركاب وسوَّى عليه، فلما مضيا قلت: أنت أكبر منهما تمسك لهما وتسوّي عليهما؟ فقال: يا لُكع أتدري من هذان؟ هذان ابنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا مما أنعم الله عليّ به أن أمسك لهما وأسوّي عليهما [3]؟ وهذا الاحترام والتقدير من ابن عباس للحسن والحسين دليل على محبته لهما ومعرفة فضلهما، كما يدل على فضل ابن عباس فلا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أهله. وقد كان أمير المؤمنين علي يعامل عمه العباس والد عبد الله معاملة قلّ نظيرها في الاحترام والتقدير فعن ابن عباس

[1] الحسن والحسين، محمد رشيد رضا صـ 32.
[2] الحسن والحسين رضي الله عنهما صـ 33.
[3] تاريخ ابن عساكر (14/ 69).
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست