نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 259
فإن تكبر بالعلم والعبادة وهو أعظم آفات التكبر، فعليه أن يعلم أن حجة الله على أهل العلم ...... ، وأنه يحتمل من الجاهل مالا يحتمل من العالم، وبالتكبر يعصي الله عز وجل عن علم فجنايته أفحش وخطره أعظم، وأن تكبر من جهة النسب، فليعلم أن هذا تعزز بكمال غيره ثم يعلم أباه وجدّه، فإن أباه القريب نطفة قذرة، وأباه البعيد تراب، ومن اعتراه الكبر بالجمال، فلينظر إلى باطنه نظر العقلاء ولا ينظر إلى ظاهره نظر البهائم، ومن اعتراه من جهة القوة، فليعلم أنه لو آلمه عرق عاد أعجز من عاجز، ومن تكبر بسبب الغنى فلينظر لمن هو أغنى منه قارون وهامان وما حل بهما، من كل ذلك يجد نفسه أصغر من أن يتكبر، وما عليه إلا أن يتواضع فيرفعه الله ويعزه، ويعلو شأنه ويرضى الله عنه في الدنيا والآخرة وأن يعتبر بالآخرين ممن ذكروا في القرآن الكريم أو السنة الشريفة، أو من قصص الأقدمين والحاضرين ممن تكبروا، فما كان مصيرهم ومآلهم وخزيهم في الدنيا والآخرة؟ يعتبر منهم فيتقي نفسه من التكبر ويعالجها إن مرضت، وأن يصاحب المتواضعين من الصالحين لينتفع منهم ويكسب من أخلاقهم وأقوالهم وطريقة معاملتهم للآخرين ويبتعد عن المتكبرين ولا يجالسهم، حتى لا يكسب منهم ما يضره في الدنيا والآخرة، أو يتأثر بهم فينساق في أهوائهم وضلالاتهم [1].
ب ـ الحرص: قول الحسن: والحرص عدو النفس وبه أخرج آدم من الجنة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ذئبان جائعان أُرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه [2]، فهذا مثل عظيم جداَ ضربه النبي صلى الله عليه وسلم لفساد دين المسلم بالحرص على المال والشرف في الدنيا، وأنَّ فساد الدين بذلك ليس بدون فساد الغنم بذئبين جائعين ضاريين باتا في الغنم قد غاب عنها رِعاؤها ليلاً، فهما يأكلان في الغنم ويفترسان فيها، ومعلوم أنه لا ينجلو من الغنم من إفساد الذئبين المذكورين والحالة هذه إلا قليل، فأخبر النبيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّ حرص المرء على المال والشرف إفساد لدينه ليس بأقلَّ من إفساد الذئبين لهذه الغنم، بل إما أن يكون مساوياً وإما أكثر. يشير إلى أنه لا يسلم من دين المسلم مع حرصه على المال [1] منهج الإسلام في تزكية الإسلام صـ 346. [2] الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان رقم 3218 حسن صحيح.
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 259