نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 304
لأبيه، قال الجهينى [1]: والله ما كان سعد ليخنى بابنه في وسقة من تمر، وأرى وجهًا حسنًا وفعالاً شريفًا ... وأخذ قيس الجزر فنحرها لهم في مواطن ثلاثة كل يوم جزورًا، فلما كان اليوم الرابع نهاه أميره، وقال: تريد أن قخفر ذمتك ولا مال لك [2]، وجاء في رواية أخرى: .... أقبل أبو عبيدة ومعه عمر، فقال: عزمت عليك أن لا تنحر أتريد اْن تخفر ذمتك؟ قال قيس: يا أبا عبيدة، أترى أبا ثابت يقضي ديون الناس ويحمل الكل، ويطعم في المجاعة لا يقضي عني وسقة من تمر لقوم مجاهدين في سبيل الله، فكاد أبو عبيدة أن يلين له وجعل عمر يقول: اعزم فعزم عليه وأبي أن ينحر، وبقي جزوران، فقدم بهما قيس المدينة ظهرًا يتعاقبون عليهما، وبلغ سعدًا فقال: ما صنعت في مجاعة القوم؟ قال: نحرت، قال: أصبت، قال: ثم ماذا؟ قال: نحرت، قال: أصبت، قال: ثم ماذا؟، قال: نحرت، قال: أصبت، قال: ثم ماذا؟ قال: نُهيت، قال: من نهاك؟ قال: أبو عبيدة أميري، قال: وثم؟ قال: زعم أنه لا مال لي، وأن المال لأبيك، فقلت: أبي يقضى عن الأباعد، ويحمل الكل، ويطعم الطعام في المجاعة ولا يصنع هذا بي، قال: فلك أربع حوائط أدناها حائط منه تجذ خمسين [3] وسقًا، وقدم البدوي مع قيس فأوفاه وسقته وحمله وكساه. وجاء في رواية أن الأعرابى قال: والله ما مثل أبيك ضيعت ولا تركت بغير مال، فأبوك سيد من سادات قومك، نهانى الأمير أن أبيعه، فقلت: لم؟ قال: لا مال له، فلما انتسب عرفته وتقدمت لما أعرف أنك تسمو إلى معالي الأخلاق وجسيمها، وإنك غير مدبر، ولا معرفة لديك، فأعطى ابنه يومئذ أموالاً عظامًا [4]. وفى هذه القصة قيم ودووس وعبر كثيرة منها:
أ- ضرورة الصبر لأصحاب الدعوة لأنهم سيمرون بمشاق عظيمة.
ب- أهمية تربية الأبناء على الكرم والمروءة ومكارم الأخلاق، وهذا واضح في تربية سعد لابنه قيس وإعطاؤه الأموال العظيمة تشجيعًا له للمضي في طريق المروءة والكرم. [1] أي يسلمه ويخفر ذمته. [2] تاريخ ابن عساكر (92/ 280). [3] تاريخ ابن عساكر (92/ 280). [4] تاريخ ابن عساكر (92/ 280).
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 304