نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 319
فتنحىّ فجاء بها فألقاها إلى معاوية، فقال معاوية: رحمك الله، ما أردت إلا هذا؟ ألا ذهبت إلى منزلك ثم بعثت بها إلينا؟ فقال قيس:
أردت بها كى يعلم الناس أنّها ... سراويل قيس والوفود شهود
وأن لا يقولوا غاب قيس وهذه ... سراويل عادى نمته ثمود
وإنى من الحيّ اليمانى لسيدٌ ... وما الناس إلاّ سيد ومسود
فكدهم بمثلى إن مثلى عليهم ... شديد وخلقى في الرجال مديد
قال: فأمر معاوية أطول رجل في الجيش فوضعها على أنفه فوقعت بالأرض، قال: فدعا معاوية بسراويل، فلما جيء بها. قال له قيس: نح عنك ثيابك هذه،
فقال معاوية:
أما قريش فأقوام مسرولة ... واليثربيون أصحاب التبابين
فقال قيس:
تلك اليهود التى يعنى ببلدتنا ... كما قريش هم أهل السخاخين (1)
وجاء في رواية أخرى: أن قيصر كتب إلى معاوية: إنِّى قد وجهت إليك رجلين: أحدهما أقوى رجل ببلادي، والآخر أطول رجل في أرضى، وقد كانت الملوك تتجارى في مثل هذا وتتحاجى به، فأخرج إليهما ممن في سلطانك من يقاوم كلّ واحد منهما، فإن غلب صاحباك حملت إليك من المال وأسارى المسلمين كذا وكذا، وإن غلب صاحباي هانتنى ثلاث سنين، فلما ورد كتاب قيصر على معاوية أهمّه وشاور فيه أصحابه فقيل له: أما الأيد فادع لمناهضته إما محمد ابن الحنفية وإما عبد الله بن الزبير، فقال: فأحضر محمد بن علي والأيد الرومى حاضر، فأخبره بما دعاه له، فقال محمد للرومى: ما تشاء؟ فقال: يجلس كلّ واحد منا ويدفع يده على صاحبه، فمن قلع صاحبه من موضعه أو رفعه عن مكانه فقد فلح عليه، ومن عجز عن ذلك وقهره صاحبه قضى بالغلبة له، فقال محمد: هذا لك، فاختر أينا يبدأ بالجلوس، فقال له: اجلس أنت، فجلس وأعطاه يديه، فجعل يمارسه ويجتهد في إزالته عن موضعه فلم يتحرك محمد، وظهر
(1) تاريخ دمشق (52/ 293، 294).
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 319