responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 328
[5] - قول عبيد الله: والله لهو أسخى منا وأجود وإنما أعطيناه بعض ما نملك وجاد هو
علينا وآثرنا على مهجة نفسه وولده ([1]):
خرج عبيد الله بن العباس في سفر له، ومعه مولى له، حتى إذا كانا في بعض الطريق رفع لهما بيت أعرابي، قال: فقال لمولاه: لو أنّا مضعيفًا -وجدنا من يضيفنا- فنزلنا بهذا البيت وبتنا به؟ قال: فمضى، وكان عبيد الله رجلاً جميلاً جهيرًا، فلما رآه الأعرابي أعظمه وقال لامرأته: لقد نزل بنا رجل شريف، وأنزله الأعرابي، ثم إن الأعرابي أتى امرأته فقال: هل من عشاء لضيفنا هذا؟ فقالت: لا، إلا هذه السُّوَيمة [2] التى حياة ابنتك من لبنها. قال: لابد من ذبحها، قالت: أفتقتل ابنتك؟ قال: وإن! قال: ثم إنه أخذ الشاة والشفرة وجعل يقول:
يا جارتى لا توقظي البُنيَّة ... إن توقظيها تنتحب عَليَّه
وتنزع الشفَّرة من يديَّه (3)
ثم ذبح الشاة، وهيّأ منها طعامًا، ثم أتى به عبيد الله ومولاه، فعشاهما وعبيد الله يسمع كلام الأعرابى لامرأته ومحاورتهما، فلما أصبح عبيد الله قال لمولاه: هل معك شيء؟ قال: نعم، خمسمائة دينار فضلت من نفقتنا. قال: ادفعها إلى الأعرابي. قال: سبحان الله! أتعطيه خمسمائة دينار وإنما ذبح لك شاة ثمنها خمسة دراهم؟ قال: ويحك! والله لهو أسخى منّا وأجود، إنما أعطيناه بعض ما نملك، وجاد هو علينا وآثرنا على مهجة نفسه وولده. قال: فبلغ ذلك معاوية، فقال: لله درُّ عبيد الله! من أي بيضة خرج؟ ومن أي عش درج [4]؟ وجاء في رواية: عبيد بن معلم الجود، وهو والله كما قال الحطيئة:
أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنى ... وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا
وإن كانت النِّعمى عليهم جزوا بها ... وإن أنعموا لا كدّروها ولأكدُّوا (5)

[1] أسد الغابة (3/ 543).
[2] السويمة: تصغير سائمة.
(3) أسد الغابة (3/ 543).
[4] أسد الغابة (3/ 543).
[5] تاريخ دمشق (29/ 360).
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 328
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست