نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 353
فقد كان بمقدور الحسن أن يقاتل معاوية بمن كان معه وإن كان أقل ممن كان مع معاوية صنيع الذين قاتلوا خصومهم على قلة من كان معهم من الأعوان والأنصار، ولكن الحسن كان ذا خلق يجنح إلى السلم وكراهة الفتنة ونبذ الفرقة، جعل الله به رأب الصدع، وجمع الكلمة [1].
وكان رضي الله عنه يملك رؤية إصلاحية واضحة المعالم، خضعت لمراحل، وبواعث، وتغلبت على العوائق وكتبت فيها شروط، وترتبت عليها نتائج، وأصبح هذا الصلح من مفاخر الحسن بن علي رضي الله عنهما على مر العصور وتوالى الأزمات، حتى قال الدكتور خالد الغيث حفظه الله: كان الحسن رضوان الله عليه في صلحه مع معاوية رضى الله عنه، وحقنه لدماء المسلمين، كعثمان في جمعه للقرآن، وكأبى بكر في الردة [2]، ولا أدل على ذلك في كون هذا الفعل من الحسن يعد علمًا من أعلام النبوة، والحجة في ذلك ما أخرجه البخارى من طريق أبي بكرة رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر، والحسن بن على إلى جنبه -وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى ويقول: "إن ابنى هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين" [3]. إن صلح الحسن مع معاوية رضى الله عنه من الأحداث العظام في تاريخ الأمة الإسلامية، وقد أسهم في تبوُّؤ هذا الحدث لهذه المنزلة عدة أسباب منها:
1 - كونه علمًا من أعلام النبوة.
2 - إن من ثمار هذا الصلح حقن دماء المسلمين وجمع كلمتهم على إمام واحد بعد سنوات من الفرقة.
3 - كون الحسن رضي الله عنه أول خليفة يتنازل عن منصبه ويخلع نفسه طواعية، وبدون ضغوط، ومن مركز قوة لا من مركز ضعف، من أجل إصلاح ذات بين المسلمين. [1] منهاج السنة (4/ 536)، دراسة في تاريخ الخلفاء الأمويين، ص (61). [2] مرويات خلافة معاوية في تاريخ الطبرى، خالد الغيث، ص (134). [3] البخارى، رقم (7109).
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 353