responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 358
يقول: يا أهل الكوفة، اتقوا بن فينا، فإنا أمراؤكم وإنا أضيافكم، ونحن أهل البيت الذين قال بن: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] قال: فما رأيت يومًا قط أكثر باكيًا من يومئذ [1].

المرحلة الرابعة:
خروج الحسن رضي الله عنه بجيش العراق من الكوفة إلى المدائن، وإرساله للقوة الضاربة من الجيش وهى شرطة الخميس إلى مسكن بقيادة قيس بن سعد بن عبادة [2]، وقد أشار ابن سعد في طبقاته إلى ذلك في الرواية التى أخرجها من طريق الشعبى، قال: بايع أهل العراق بعد على بن أبي طالب الحسن بن على، ثم قالوا له: سر إلى هؤلاء القوم الذين عصوا الله ورسوله، ارتكبوا العظيم وابتزوا [3] الناس أمورهم، فإنا نرجو أن يمكن بن منهم، فسار الحسن إلى أهل الشام، وجعل على مقدمته قيس بن سعد بن عبادة في اثنى عشر ألفًا، وكانوا يسمون شرطة الخميس [4].
من خلال الرواية السابقة يتضح أن أهل العراق هم الذين دفعوا الحسن رضى الله عنه إلى الخروج لقتال أهل الشام من غير رغبة منه، وهذا الأمر قد أشار إليه ابن كثير رحمه الله بقوله: ولم يكن في نية الحسن أن يقاتل أحدًا، ولكن غلبوه على رأيه، فاجتمعوا اجتماعًا عظيمًا لم يُسمع بمثله، فأمّر الحسن بن على، قيس ابن سعد بن عبادة، على المقدمة في اثنى عشر ألفًا بين يديه، وسار هو بالجيوش في أثره قاصدًا يلاد الشام، فلما اجتاز بالمدائن نزلها وقدم المقدمة بين يديه [5]، وقد أشهر الحسن حنكة كبيرة دلت على سعهَ أفقه ودهائه وبصيرته، عندما لم يشأ أن يواجه أهل العراق من البداية بميله إلى مصالحة معاوية وتسليمه الأمر لأنه يعرف خفتهم وتهورهم، فأراد أن يقيم من مسلكهم الدليل على صدق نظرته فيهم،

[1] الطبقات: تحقيق السلمي (1/ 381) إسناده صحيح.
[2] المصدر نفسه (1/ 321).
[3] الابتزاز: أخذ الشيء بجفاء وقهر.
[4] الطبقات، تحقيق السلمي (1/ 319 - 321) إسناده لا بأس به.
[5] البداية والنهاية (11/ 132).
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 358
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست