نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 360
وبينما الحسن في المدائن، إذ نادى منادٍ من أهل العراق إن قيسًا قد قتل فسرت الفوضى في الجيش، وعادت إلى أهل العراق طبيعتهم في عدم الثبات، فاعتدوا على سرادق الحسن ونهبوا متاعه حتى أنهم نازعوه بساطًا كان تحته، وطعنوه وجرحوه، وهنا حدثت حادثهَ لها دلالة كبيرة، فقد كان والى المدائن من قبل على، سعد بن مسعود الثقفى، فأتاه ابن أخيه المختار بن أبي عبيد بن مسعود، وكان شابًا، فقال له: هل لك في الغنى والشرف؟ قال: وماذاك؟ قال: توثق الحسن، وتستأمن به إلى معاوية، فقال له عمه: عليك لعنة الله، أثبت على ابن بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأوثقه، بئس الرجل أنت [1]، فلما رأى الحسن صنع أصحابه أيقن أنه لا فائدة منهم، ولا نصر يرجى على أيديهم، وهذه كانت قناعته من البداية [2]، فدفعه ذلك إلى قطع خطوات أوسع والاقتراب أكثر من الصلح.
المرحلة السادسة:
تبادل الرسل بين الحسن ومعاوية، ووقوع الصلح بينهما رضوان بن عليهما، فقد سجل الإمام البخارى رحمه الله في صحيحه تلك اللحظات الحرجة من تاريخ الأمة المسلمة حين التقى الجمعان، جمع أهل الشام وجمع أهل العراق، وذلك في الرواية التى أخرجها من طريق الحسن البصرى، قال: استقبل -والله- الحسن بن على معاوية بكتائب أمثال الجبال، فقال عمرو بن العاص: إنى لأرى كتائب لا تولى حتى تقتل أقرانها، فقال له معاوية -وكان والله خبر الرجلين: أى عمرو، وإن قتل هؤلاء هؤلاء، وهؤلاء هؤلاء، من لي بأمور الناس، مَنْ لي بنسائهم، من لي بضيعتهم [3]؟ فبعث إليه رجلين من قريش من بنى عبد شمس- عبد الرحمن ابن سمرة، وعبد الله بن عامر بن كريز فقال: اذهبا إلى هذا الرجل فأعرضا عليه وقولا له واطلبا إليه. فأتياه، فدخلا عليه، فتكلما، وقالا له، وطلبا إليه، فقال [1] تاريخ الطبرى (5/ 159) نقلاً عن العالم الإسلامي في العصر الأموي، ص (101). [2] العالم الإسلامى في العصر الأموي، ص (101). [3] قال ابن حجر رحمه الله: بشير -يقصد معاوية- إلى أن رجال العسكرين معظم من في الإقليمين، فإذا قتلوا ضاع أمر الناس وفد حالهم بعدهم وذراريهم، والمراد بقوله: ضيعتهم: الأطفال والضعفاء وما يؤول إليه أمرهم، لأنهم إذا تركوا ضاعوا لعدم استقلالهم بأمر المعاش.
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 360