نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 410
ورجال أكثر مما سميت أضعاف مضاعفة، كانوا مصابيح الهدى، وأوعية العلم، حضروا من الكتاب تنزيله، وأخذوا عن رسول الله تأويله، ومن التابعين لهم بإحسان إن شاء الله، منهم، عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث، وسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وعبد الله بن محيريز فى أشباه له، لم ينزعوا يده عن مجامعة فى أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - [1].
- من نتائج الصلح: أولاً: توحد الأمة تحت قيادة واحدة:
سجل فى ذاكرة الأمة عام الجماعة وأصبح هذا الحدث من مفاخرها التى تزهو به على مر العصور، وتوالى الدهور، فقد التقت الأمة على زعامة معاوية، ورضيت به أميرًا عليها، وابتهج خيار المسلمين بهذه الوحدة الجامعة، بعد الفرقة المشتتة، وكان الفضل فى ذلك لله ثم للسيد الكبير مهندس المشروع الإصلاحى العظيم الحسن بن على بن أبى طالب رضى الله عنه، ويعد عام الجماعة من علامة نبوة المصطفى وفضيلة باهرة من فضائل الحسن، ولا يلتفت إلى ما قاله العقاد فى عام الجماعة فى هجومه الخاطئ على المؤرخين الذين سمّوا سنة إحدى وأربعين هجرية بعام الجماعة، فقد قال: فليس أضل ضلالاً، ولا أجهل جهلاً من المؤرخين الذين سموا سنة إحدى وأبعين هجرية بعام الجماعة لأنها السنة التى استأثر فيها معاوية بالخلافة فلم يشاركه أحد فيها، لأن صدر الإسلام لم يعرف سنة تفرقت فيها الأمة كما تفرقت فى تلك السنة، ووقع فيها الشتات بين كل فئة من فئاتها كما وقع فيها [2]. والعقاد رحمه الله لم يأت بجديد فى حكمه الخاطئ بل سبقه إليه كثير من مؤرخي الشيعة الرافضة، ويكفى معاوية فخرًا أن كل الصحابة الأحياء فى عهده بايعوه، فقد بايع معاوية جم غفير من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- [3]، وفى ذلك يقول ابن حزم: فبويع الحسن ثمّ سُلِّم الأمر إلى [1] البداية والنهاية (8/ 33) نقلاً عن أثر العلماء فى الحياة السياسية فى الدولة الأموية، عبد الله الخرعان ص (83). [2] معاوية بن أبى سفيان، ص (125) للعقاد. [3] مرويات خلافة معاوية فى تاريخ الطبرى، ص (167).
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 410