responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 412
بالصبر، فلابدَّ من تضافر الجهود بين الدُّعاة، وقادة الحركات الإسلاميّة، وبين علماء المسلمين، وطلبة العلم لإصلاح ذات البين إصلاحًا حقيقيًا لا تلفيقيًا، لأن أنصاف الحلول تفسد أكثر ممَّا تصلح، وقد تحدث الشيخ عبد الرحمن السعدى عن الجهاد المتعلق بالمسلمين بقيام الألفة، واتفاق الكلمة، وبعد أن ذكر الآيات، والأحاديث الدّالة على وجوب تعاون المسلمين ووحدتهم قال: فإن من أعظم الجهاد السَّعى فى تأليف قلوب المسلمين، واجتماعهم على دينهم، ومصالحهم الدِّينيَّة والدنيوية [1]، إن الأخذ بالأسباب نحو تأليف قلوب المسلمين، وتوحيد صفهم من أعظم الجهاد، لأن هذه الخطوة مهمة جدًا فى إعزاز المسلمين، وإقامة دولتهم، وتحكيم شرع ربهم، وهذا من فقه الخلفاء الراشدين، ويتجلى فى أبهى صورة فى تنازل الحسن بن على رضى الله عنه لمعاوية رضى الله عنه من أجل وحدة الأمة، وحفظ دمائها، والأجر والمثوبة عند الله.

ثانيًا: عودة الفتوحات إلى ما كانت عليه:
إن دعوة الناس للدخول فى دين الله تعالى من مقاصد الإسلام الكبرى، ومن الوسائل التى استخدمت فى عهد الراشدين حركة الفتوحات المباركة، وتعد الفتنة التى أدت إلى استشهاد عثمان رضى الله عنه أكبر معوق أصاب الدعوة الإسلامية بعد حركة الردة أيام أبى بكر رضى الله عنه، حيث أدى استشهاد عثمان إلى توقف الجهاد، واتجاه سيوف المسلمين إلى بعضهم فى فتنة كادت تعصف بالأمة الإسلامية لولا أن تداركتها رحمة الله سبحانه وتعالى بصلح الحسن بن على رضى الله عنه مع معاوية رضى الله عنه، وقد امتلأت المصادر بالنصوص التى تبين أثر الفتنة فى انحسار حركة الجهاد [2] وفيما يلى بعضها:
1 - عن الحسن بن على رضى الله عنه أنه قال: قد رأيت أن أعمد على المدينة فأنزلها وأخلى بين معاوية وبين هذا الحديث، فقد طالت الفتنة، وسقطت فيها الدماء، وقطعت فيها الأرحام، وقطعت السبل، وعُطَّلت الفروج -يعنى الثغور [3].

[1] وجوب التعاون بين المسلمين، ص (5).
[2] مرويات خلافة معاوية، ص (309).
[3] الطبقات، تحقيق السُّلمى (1/ 331).
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 412
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست