نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 420
عنه قال: فلما رجع إلى منزله أتته قريش فقالوا: ثم يكون ماذا؟ قال: "ثم يكون الهرج" [1][2].
وقد شرح ابن كثير هذا الحديث فقال: ومعنى هذا الحديث البشارة بوجود اثنى عشر خليفة صالحًا يقيم الحق ويعدل فيهم، ولا يلزم من هذا تواليهم وتتابع أيامهم، بل قد وجد منهم أربعة على نسق وهم الخلفاء الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلى رضى الله عنهم، ومنهم عمر بن عبد العزيز بلا شك عند الأئمة، وبعض بنى العباس، ولا تقوم الساعة حتى تكون ولايتهم لا محالة، والظاهر أن منهم المهدى المُبشَّر به فى الأحاديث الواردة بذكره .. وليس هذا بالمنتظر الذى تتوهم الرافضة وجوده ثم ظهوره من سرداب سامراء [3]، فإن ذلك ليس له حقيقة ولا وجود بالكلية، بل هو من هوس العقول السخيفة، وتوهم الخيالات الضعيفة - وليس المراد بهؤلاء الخلفاء الاثنى عشر الأئمة الاثنى عشر الذين يعتقد فيهم الاثنا عشرية من الروافض لجهلهم وقلة عقلهم [4]. وإضافة لمن ذكرهم ابن كثير نضيف خامس الخلفاء الراشدين أمير المؤمنين الحسن رضى الله عنه، وقد ناقشت معتقد أهل السنة والشيعة الإمامية فى المهدى المنتظر فى كتابى أسمى المطالب فى سيرة أمير المؤمنين على بن أبى طالب شخصيته وعصره، فمن أراد التفصيل فليرجع إليه مشكورًا، وبالنسبة لمرحلة الخلفاء الاثنى عشر فإنه استنادًا إلى الوجه الذى ذكره ابن كثير، فإن هذه المرحلة تمتاز بأن مداها الزمنى يتخلل المراحل الأخرى كلها، وخلفاء. هذه المرحلة يكون ظهورهم فى الأمة متتابعًا ومتفرقًّا وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى بهذه الأمهّ- ويبدأ ظهورهم من وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم -- أى بخلافة أبى بكر رضى الله عنه، وتكتمل هذه المرحلة بظهور آخرهم فى آخر الزمان حيث يعقب خلافته الهَرْج [5]، وقد ذكر ابن كثير أن من خلفاء هذه المرحلة عمر بن عبد العزيز رحمه الله، ولما كان معاوية رضى الله عنه أفضل من [1] هرج الناس: وقعوا فى فتنة واختلاط وقتل، القاموس المحيط، ص (268). [2] سنن أبى داود مع شرحها عون المعبود (11/ 249)، صحيح سنن الألبانى (3/ 807). [3] سامراء: مدينة بين بغداد وتكريت على شرقى دجلة. [4] التفسير (2/ 34). [5] مرويات خلافة معاوية، ص (165).
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 420