responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 426
معنا فى رواية البخارى والروايات الأخرى، وأما ما تعرض له الحسن رضى الله عنه من محاولة القتل والاعتداء فإنه يعود إلى أسباب تتصل بظروف القتال والصلح مع معاوية، حقيقة أو إشاعة كما مر معنا، وقد هزم المرجفون وقتل الرجل الذى قام بالاعتداء عليه، وتقدم هو من بعد ذلك واجتمع بمعاوية، ولو لم يكن الحسن مرهوب الجانب لما احتاج معاوية إلى أن يفاوضه ويوافق على ما طلب من الشروط والضمانات، ولكان عرف ضعف جائب الحسن وانحلال قوته عن طريق عيونه، ولدخل الكوفة من غير أن يكلف نفسه مفاوضة أحد أو ينزل على شروطه ومطالبه [1]، وقد كان بمقدور الحسن أن يقاتل معاوية، بمن كان معه من الأنصار والأعوان، ولكن الحسن كان ذا خلق يجنح للسلم ويكره الفتنة وينبذ الفرقة، وقد جمع الله به رأب الصدع وجمع الكلمة، وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشار [2] إلى ذلك فقال: "إن ابنى هذا سيد، ولعل الله يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين" [3].

- الحسن والزهد فى الملك:
فالحسن بن على رضى الله عنه قدوة للمسلمين فى الترفع عن حطام الدنيا وطلب ما عند الله تعالى واحتساب الأجر والمثوبة، فالزهد فى المناصب والكراسى من الأمور الثقيلة على النفس البشرية، فالإخوان والأصحاب والأقارب يتقاتلون على الكراسى والمناصب، فانظر إلى التاريخ القديم والحديث ترى العجب العجاب، فالزهد فى الرئاسة أقل ما يكون فى دنيا الناس، وكم من أناس زهدوا فى المال والنساء وغيرها من الأمور، ولكنهم أمام الزعامة والرئاسة والمناصب ينهزمون، فالزهد فى الرياسة أقل ما يكون فى دنيا الناس وقيل بأنه آخر ما ينزع من صدور الصالحين وتأمل مقولة سفيان الثورى، فقد قال: ما رأيت الزهد فى شىء أقل منه فى الرياسة ترى الرجل يزهد فى المطعم والمشرب والمال والثياب، فإن نوزع حامى عليها وعادى [4].

[1] دراسة فى تاريخ خلفاء الدولة الأموية، ص (61).
[2] دراسة فى تاريخ خلفاء الدولة الأموية، ص (61).
[3] البخارى، رقم (7109).
[4] سير أعلام النبلاء (7/ 262).
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 426
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست