نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 441
أبويك على وفاطمة، وعلى جديك النبى -صلى الله عليه وسلم- وخديجة، وعلى أعمامك حمزة وجعفر، وعلى أخوالك القاسم والطيب وإبراهيم، وعلى خالاتك رقية وأم كلثوم وزينب، قال: فسُرِّى عنه [1]. وفى رواية أن القائل له ذلك الحسين، وأن الحسن قال له: يا أخى، إنى أدخل فى أمر من أمر الله لم أدخل فى مثله وأرى خلقًا من خلق الله لم أر مثله قط، قال: فبكى الحسين رضى الله عنه [2] وفى رواية: يا أخى إنى أقدم على أمر عظيم وهول لم أقدم على مثله قط [3]، أى والله وقد بين المولى عز وجل فى كتابه وسنة رسوله تفصيل مسيرة الإنسان منذ خروج روحه إلى أن يستقر أهل الجنة فى الجنة وأهل النار فى النار، ولذلك كان السلف يخافون من سوء الخاتمة، فلا يدرى أحد بماذا يختم له، فالأعمال بالخواتيم، والمؤمنون يخافون من سوء الخاتمة عند كل خطوة وعند كل حركة، وهم الذين وصفهم الله تعالى: {وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون: 60]، ويخافون من سكرات الموت، وقبض الروح، ومعرفة المصير، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "اللهم هوِّن علىَّ سكرات الموت" [4]. ومع الخوف من سكرات الموت يكون أيضًا الخوف من صورة ملك الموت، ودخول الروع والخوف منه على القلب [5]، يقول القرطبى: وأما مشاهدة ملك الموت - عليه السلام- وما يدخل على القلب منه من الروع والفزع، فهو أمر لا يعبر عنه لعظم هوله، وفظاعة رؤيته، ولا يعلم حقيقة ذلك إلا الذى يتبدى له، ويطلع عليه [6]، ومع الخوف الذى ينبغى أن يلازمنا من سكرات الموت وصورة ملكه فإن الأمر الخطير الذى من شأنه أن يزيدنا خوفًا على خوفنا هو: ظهور نتيجة امتحان الدنيا فى ذلك الوقت فهل سنكون ممن تقول لهم الملاكة: {أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت: 30]. أم سنكون .. {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} [الأنفال: 50]؟. [1] البداية والنهاية (11/ 210). [2] تاريخ دمشق (14/ 109). [3] تهذيب الكمال (6/ 254)، سكب العبرات (1/ 148). [4] الترمذى، ك الجنائز، رقم (978). [5] الإيمان أولاً، ص (94). [6] التذكرة (1/ 113).
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 441