نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 444
عائشة رفضت دفن الحسن بجانب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبى بكر وعمر وقالت: لا يكون لهم رابع أبدًا، وإنه لبيتي أعطانيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فى حياته، فإنه هذا لا يثبت وإسناده مظلم [1]. وقد أثبت ابن تيمية بأن السيدة عائشة أذنت للحسن بأن يدفن فى حجرتها، ولكن كره ذلك ناس آخرون، ورأوا أن عثمان -رضى الله عنه- لما لم يدفن فيها فلا يدفن فيه غيره، وكادت تقوم فتنة [2]، وما تزعمه كتب التاريخ بأن أبان بن عثمان بن عفان قال: إن هذا لهو العجب العجاب يدفن ابن قاتل عثمان مع رسول الله وأبى بكر وعمر، ويدفن أمير المؤمنين المظلوم الشهيد ببقيع الغرقد [3]، فهذا إسناده ضعيف جدًا، وفى متنه نكارة [4]، وهناك روايات ذكرت اعتراض مروان بن الحكم على دفن الحسن بجانب النبى -صلى الله عليه وسلم- إلا أن أسانيدها ضعيفة، وقد ذكرها الدكتور محمد صامل السلمى فى تحقيقه لكتاب الطبقات [5]، وإنما الرواية الصحيحة فى هذا المقام هى ما رواه أبو حازم حيث قال: لما حضر الحسن، قال للحسين: ادفنونى عند أبى -يعنى النبى -صلى الله عليه وسلم-- إلا أن تخافوا الدماء، فإن خفتم الدماء فلا تهريقوا فيّ دمًا، ادفنونى عند مقابر المسلمين، قال: فلما قبض تسلح الحسين وجمع مواليه، فقال أبو هريرة: أنشدك الله ووصية أخيك فإن القوم لن يدعوك حتى يكون بينكم دماء، قال: فلم يزل به حتى رجع. قال: ثم دفنوه فى بقيع الغرقد [6]، فقال أبو هريرة: أرأيتم لو جيء بابن موسى ليدفن مع أبيه فمنع أكانوا قد ظلموه؟ [7] قال: فقالوا: نعم، قال: فهذا ابن نبى الله قد جيء به ليدفن مع أبيه [8]، وقد صلى على الحسن بن على سعيد بن العاص وكان يبكى، وكان مرضه الذى مات فيه أربعين يومًا [9]، وقد قدم الحسين بن على [1] سير أعلام النبلاء (3/ 276). [2] الفتاوى (27/ 222). [3] الطبقات، تحقيق السلمى (1/ 335) إسناده ضعيف جدًا. [4] المصدر نفسه (1/ 355). [5] الطبقات، تحقيق السلمى (1/ 356، 357، 364) فقد بين ضعف أسانيد الروايات. [6] الغرقد: مقبرة أهل المدينة، والغرقد كبار العوسج وبه سميت المقبرة. [7] الطبقات، تحقيق السلمى (1/ 340) إسناده صحيح. [8] الطبقات، تحقيق السلمى (1/ 340) إسناده صحيح. [9] المستدرك على الصحيحين (3/ 190).
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 444