نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 65
وهي برهان على تواضع الكبير للصغير، وهي النور الساطع الذي يبهر فؤاد الطفل، ويشرح نفسه ويزيد من تفاعله مع من حوله، ثم هي أولاً وأخيراً السنة الثابتة في المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ مع الأطفال [1]، وإن الرحمة بالأطفال والشفقة عليهم صفة من صفات النبوة المحمدية وهي طريق لدخول الجنة والفوز برضوان الله تعالى.
ب ـ الأساس الثاني ـ المداعبة والممازحة مع الأطفال:
وقد بينا بعض الأحاديث النبوية التي تدل على ذلك وفيها دروس وعبر من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في مداعبة الأطفال، تارة بالحمل وأخرى بالمضاحكة .. وإلى غير ذلك وقد اقتدى الصحابة رضوان الله عليهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، فسارعوا إلى ممازحة ومداعبة أطفالهم وينزلون منازلهم، ويتصابون لهم ويلاعبونهم، وقد قال عمر رضي الله عنه: ينبغي للرجل أن يكون في أهله كالصبي ـ أي في الأنس والبشر وسهولة الخلق والمداعبة مع أولاده. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلاعب الحسن والحسين رضي الله عنهما.
وبهذه المداعبة والملاعبة، كان تعامل رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ مع الأطفال وهو يغذي نفوسهم بهذه العاطفة الصادقة الطيبة، بعيداً عن الجفاء والقسوة وعدم إعطاء الطفل حقه (2)
جـ ـ الأساس العاطفي الثالث: الهدايا والعطايا:
للهدايا أثر طيب في النفس البشرية عامة، وفي نفوس الأطفال أكثر تأثيراً وأكبر وقعاً، والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين لنا عملية هذا الركن القوي في بناء عاطفة الطفل وتحريكها وتوجيهها وتهذيبها، وقد بينا ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ابنة خالة الحسن بن علي، أمامة بنت أبي العاص من بنت رسول الله زينب، فعن عائشة رضي الله عنها أن النجاشي أهدي للنبي صلى الله عليه حِلْية فيها خاتم من ذهب فصّه حبشي، فأخذه، وإنه لمعرض عنه، فأرسله إلى ابنة ابنته زينب، وقال: تَحلِّي بهذا يا بنية [3]. [1] منهج التربية الإسلامية للطفل 179.
(2) منهج التربية النبوية صـ 184. [3] سنن ابن ماجة رقم 3644، الدوحة النبوية الشريفة صـ 43.
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 65