responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 148
عليه، وهذا العمل والقول السيئ منهم في حقه علامة بارزة واضحة على نفاقهم، ففي الحديث الصحيح أن عليًا رضي الله عنه قال: «والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، إنه لعهد النبي الأمي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق» [1]. عند ذلك أدرك على الجيش، وأراد الغزو معهم قائلاً: يا رسول الله أتخلفني في الصبيان والنساء، فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي بعدي» [2].

ثامنًا: علي رضي الله عنه ودوره الإعلامي في حجة أبى بكر بالناس 9 هـ:
كانت تربية المجتمع وبناء الدولة في عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مستمرة على كل الأصعدة والمجالات العقائدية، والاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، والعسكرية، والتعبدية، وكانت فريضة الحج لم تمارس في السنوات الماضية، فحجة عام 8 هـ بعد الفتح كلف بها عتاب بن أسيد، ولم تكن قد تميزت حجة المسلمين عن حجة المشركين [3] , فلما حل موسم الحج أراد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الحج ولكنه قال: إنه يحضر البيت عراة مشركون يطوفون بالبيت [4] , فلا أحب أن أحج. وكان ذلك في سنة9 هـ فخرج أبو بكر ومعه عدد كبير من الصحابة، وساقوا معهم الهدي [5] , فلما خرج الصديق بركب الحجيج نزلت سورة براءة فدعا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عليًا رضي الله عنه وأمره أن يلحق بأبى بكر الصديق، فخرج على ناقة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - العضباء حتى أدرك الصديق أبا بكر بذى الحليفة، فلما رآه الصديق قال له: أمير أم مأمور؟ فقال: بل مأمور، ثم سارا، فأقام أبو بكر للناس الحج على منازلهم التي كانو عليها في الجاهلية، وكان الحج في هذا العام في ذي الحجة كما دلت على ذلك الروايات الصحيحة لا في شهر ذي القعدة كما قيل، وقد خطب الصديق قبل التروية، ويوم عرفة، ويوم النحر، ويوم النفر الأول، فكان يعرف الناس مناسكهم: في وقوفهم وإفاضتهم، ونحرهم، ونفرهم، ورميهم للجمرات .. إلخ، وعلى يخلفه في كل

[1] مسلم رقم 78.
[2] البخاري رقم 2404.
[3] السيرة النبوية لأبى شبهة (2/ 536)، دراسات في عهد البنوة: ص (22).
[4] نضرة النعيم (1/ 98)، البطقات الكبرى (2/ 168).
[5] فتح الباري (8/ 82).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست