نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 315
إلا لطختها، ثم قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «من عاد لصنعة شيء من هذا فقد كفر بما أنزل على محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -» [1].
وعندما أصبح أمير المؤمنين أرسل أبا الهياج الأسدي وقال له: أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته، ولا قبرًا مشرفًا إلا سويته [2] , فأمره بمحو التماثيل، وأن تكون القبور مدروسة معالمها، وقد كان أمير المؤمنين على رضي الله عنه كثيرًا ما يقصد المقبرة زائرًا ومتعظًا، وقد أشرف على المقبرة فقال: يا أهل القبور أخبرونا بخبركم، أما خبركم قِبلنا فالنساء قد تزوجن، والمال قد قسم، والمساكن قد سكنها قوم غيركم، ثم قال: أما والله لو نطقوا لقالوا: لم نر خيرًا من التقوى [3] , وقد كان أمير المؤمنين على رضي الله عنه يسعى جاهدًا في تجريد التوحيد، وقطع أسباب الشرك ووسائله من جميع الجهات، ولذلك حذر من اتخاذ القبور مساجد لما تسببه من الفتنة في أهلها، وكونها ذريعة إلى عبادة الأموات، وقد وصف رضي الله عنه من فعل ذلك بأنه من شرار الناس كما في قوله: شرار الناس من يتخذ القبور مساجد [4]، وهذا اتباع لقول رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» [5] , وغيره من الأحاديث التي صحت في هذا المعنى، كما لابد من التنبيه على أن الغرض من زيادة القبور أمران، كما هو بيِّن من الهدى النبوي الشريف الاتعاظ بالموت، والدعاء للميت والترحم عليه، وليس في واحد منها ما يدل على أن الزائر يقصد القبر، ليقضي حاجته، فقصد القبر للانتفاع به مخالف لهدى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ومخالف لأدب زيارة القبور التي نصّ عليها العلماء (6)
, قال ابن العربي وهو [1] مسند أحمد (2/ 87 حديث رقم 657) ط. الرسالة. [2] مسلم، ك الجنائز (2/ 666). [3] الاستذكار (1/ 234). [4] مصنف عبد الرزاق (1/ 405)، كنز العمال رقم (22522). [5] فتح الباري (4/ 376) إسناده حسن.
(6) الغلو في الدين، د. الصادق الغريانى، ص (119) ..
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 315