نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 448
عثمان، براءة الذئب من دم يوسف، كما تبين أن سبب تهمته هو دخوله قبل القتل [1] , وقد ذكر ابن كثير - رحمه الله - أنه لما كلمه عثمان- رضي الله عنه - استحى، ورجع وتندم، وغطى وجهه وحاجز دونه فلم تفد محاجزته [2].
(د) ما ورد من تخويف معاوية بن أبى سفيان (رضي الله عنه) لمحمد بن أبى بكر بالمثلة، وما ذكر من جعل محمد بن أبى بكر في جيفة حمار وإحراقه، كل هذا لا يستقيم مع أحكام الشرع في القتلى، فقد ورد الزجر عن التمثيل بالكفار فكيف بالمسلمين، أخرج مسلم في صحيحة أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان إذا أمر أميرًا على جيش أو سرية، أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرًا، ثم قال: اغزوا بسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اعزوا ولا تغلوا، ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدًا [3] , وقال الشافعي: وإذا أسر المسلمون المشركين فأرادوا قتلهم، قتلوهم بضرب الأعناق ولم يجاوزوا ذلك، أي أن لا يمثلوا بقطع يد ولا رجل ولا عضو ولا مفصل ولا بقر بطن، ولا تحريق، ولا تغريق ولا شيء يعدو ما وصفت، لأن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نهى عن المثلة [4] , وهل يظن بالصحابة الكرام مخالفة هذا، وهم كما وصفهم ابن مسعود: خير هذه الأمة، أبرها قلوبًا وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ونقل دينه، فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم، فهم أصحاب محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، كانوا على الهدى المستقيم ورب الكعبة [5] , وقال عنهم ابن أبى حاتم: ندب الله عز وجل إلى التمسك بهديهم والجري على مناهجهم، والسلوك لسبيلهم والاقتداء بهم قال: {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا" [6] [النساء:115].
وأصح رواية جاءت في إحراقه ما أخرجه الطبراني عن الحسن البصري قال: [1] فتنة مقتل عثمان (1/ 209). [2] البداية والنهاية (7/ 193). [3] صحيح مسلم (3/ 1357). [4] الأم (4/ 162)، انظر آثار الحرب في الفقه الإسلامي، ص (479). [5] حلية الأولياء (1/ 305). [6] مقدمة الجرح والتعديل (1/ 7).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 448