responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 487
من أسواقهم، ويكفونه من الترفق بأيديهم مالا يبلغه وفق غيرهم، ثم الطبقة السفلى من أهل الحاجة والمسكنة الذين يحق رفدهم ومعونتهم» [1]. ثم أوصى بالتجار وأصحاب الصناعة بهم خيرًا فقال: «ثم استوص بالتجار وذوى القناعات وأوص بهم خيرًا: المقيم منها، والمضطرب بما له [2] , والمترفق ببدنه، فإنهم مواد المنافع وأسباب المرافق وجُلاَّبها من المباعد والمطارح في برك وسهلك وجبلك، وحيث لا يلتم الناس لمواضعها [3] , ولا يجترئون عليها، فإنهم سلم لا تخاف بائقته [4] , وصلح لا تخشى عائلته، وتفقد أمورهم بحضرتك وفي حواشي بلادك، واعلم مع ذلك أن في كثير منهم ضيقًا فاحشًا وشحًا قبيحًا (5)
, واحتكارًا للمنافع وتحكمًا في البياعات، وذلك باب مضرة للعامة وعيب على الولاية، فامنع من الاحتكار، فإن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - منع منه، وليكن البيع بيعًا سمحًا، بموازين عدل وأسعار لا تجحف بالفريقين من البائع والمبتاع، فمن قارف حكرة بعد نهيك إياه [6] , فنكل به، وعاقب في غير إسراف» [7].
ونلاحظ من كلام أمير المؤمنين على رضي الله عنه أن طبقة التجار من أهم شرائح المجتمع، ولذلك أرشد الولاة إلى الاهتمام بهم من خلال وجود دائرة تتولى رعاية هذه الطبقة والإشراف على أعمالها، حتى لا يظهر عليها المظاهر السلبية كالشح والاحتكار وما شابه ذلك. وذوو الصناعات، يلم بهم ما يلم التجار من أضرار ومشاكل، فكان لابد من قيام جهاز لرعايتهم ومساعدتهم في إتمام أعمالهم [8] , ومن هذه الطبقات أهل الخراج، وهم العاملون على الأرض من زراع وحراث وحافرين لآبار، وهم يحتاجون إلى الاهتمام وتشكيل لجان تكون موكلة بأهل الخراج لحل المشكلات التي تعترضهم، لأن هذا الطريق هو السبيل إلى

[1] رفدهم: مساعدتهم وصلتهم.
[2] المتردد بأمواله بين البلدان.
[3] يجلبونها من أمكنة بحيث لا يمكن التئام الناس واجتماعهم في مواضع تلك المرافق.
[4] البائقة: الداهية.
(5) الشح: البخل ..
[6] قارف: خالط، حكرة: الاحتكار.
[7] شرح نهج البلاغة، ص (620).
[8] الإدارة والنظام الإداري عند الإمام على، ص (263).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 487
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست