|
||||
| نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 514 | ||||
|
وعبيد أهل المدينة اجتمعوا، فقد عاب الغوغاء على هذا المقتول بالأمس الإِرب [1]، واستعمال من حدثت سنُّه، وقد استعمل أسنانهم قبله، ومواضع من الحمى حماها لهم، وهي أمور قد سبق بها لا يصلح غيرها، فتابعهم، ونزع لهم عنها استصلاحًا لهم، فلما لم يجدوا حجة ولا غدرًا خلجوا [2]، وبادروا بالعدوان، نبا فعلهم عن قولهم، فسفكوا الدم الحرام، واستحلوا البلد الحرام، وأخذوا المال الحرام، واستحلوا الشهر الحرام، والله لإصبع عثمان خير من طباق الأرض أمثالهم، فنجاة [3] من اجتماعكم عليهم حتى يَنْكل بهم غيرهم [4]، ويشرَّد [5] من بعدهم، ووالله لو أن الذي اعتدوا به عليه كان ذنبًا نخلُص منه كما يخلص الذهب من خبثه أو الثوب من درنه، إذ ماصوه كما يماص الثوب بالماء [6]. وجاء في رواية أن عائشة رضي الله عنها حين انصرفت راجعة إلى مكة أتاها عبد الله ابن عامر الحضرمي -أمير مكة- فقال لها: ما ردّك يا أم المؤمنين؟ قالت: ردني أن عثمان قُتل مظلومًا، وأن الأمر لا يستقيم ولهذه الغوغاء أمر، فاطلبوا بدم عثمان تعزوا الإسلام [7]، وقد ثبت بالنصوص الصحيحة الصريحة ثناء السيدة عائشة على عثمان، ولعنها لمن قتله، وروت في حقه أحاديث عن رسول الله في فضائله، فعن فاطمة بنت عبد الرحمن اليشكرية عن أمها، أنها سألت عائشة، عندما أرسلها عمّها فقال: إن أحد بنيك يقرئك السلام ويسألك عن عثمان ابن عفان، فإن الناس قد أكثروا فيه، فقال: لعن الله من لعنه، فوالله لقد كان قاعدًا عند نبي الله، وإن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مسند ظهره إلىَّ، وإن جبريل -عليه السلام- ليوحي إليه القرآن وإنه ليقول: "اكتب عثمان"، فما كان الله لينزل تلك المنزلة إلا كريمًا على الله ورسوله [8]. [1] الإرب: الحاجة والدهاء والفطنة والعقل. [2] خلجوا: تحركوا واضطربوا. [3] نجاة: اطلبوا النجاة باجتماعكم عليهم. [4] ينكل بهم غيرهم: حتى يروعهم ويروع بهم غيرهم. [5] يشرّد: يفرق ويبدد جمعهم. (6) "تاريخ الطبري" (5/ 473، 474). (7) " تاريخ الطبري " (5/ 475). (8) "المسند" (6/ 250 - 260)، و"تحقيق مواقف الصحابة" (1/ 378). |
||||
| نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 514 | ||||
|
www.eShia.ir