نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 523
قال: أنا أحب أن تعلموني ذات أنفسكم في قتل عثمان، فقام أهل الشام جميعهم وأجابوا إلى الطلب بدم عثمان، وبايعوه على ذلك، وأعطوه العهود والمواثيق على أن يبذلوا أنفسهم وأموالهم حتى يدركوا ثأرهم أو يفني الله أرواحهم [1]. وإذا قارنّا بين طلحة والزبير رضي الله عنهم ومعاوية، لاحظنا أن طلحة والزبير رضي الله عنهم أقرب إلى الصواب من معاوية من أربعة أوجه كان أولها: مبايعتهما لعلي رضي الله عنه طائعين مع اعترافهما بفضله، ومعاوية لم يبايعه وإن كان معترفًا بفضله [2]. والثاني: منزلتهما في الإسلام وعند المسلمين وسابقتهما على معاوية لاشك دونهما فيها [3]. الثالث: أنهما أرادا قتل الخوارج على عثمان فقط ولم يتعمدا محاربة علي ومن معه في وقعة الجمل [4]، بينما أصر معاوية على حرب عليّ ومن معه في صفين [5] والرابع: لم يتهما عليًّا بالهوادة في أخذ القصاص من قتلة عثمان، ومعاوية ومن معه اتهموه بذلك [6].
رابعًا: موقف معتزلي الفتنة:
اعتمد كثير من الصحابة ممن اعتزلوا الفتنة رضي الله عنهم على قول رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ستكونُ فِتَنٌ القاعدُ فيها خير من القائم، والقائمُ فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تَشَرّفَ فيها تَسْتَشْرِفْهُ، فمن وَجَد منها ملجأ أو معاذًا فَليَعُذْ به" [7]. قال ابن حجر: ففي الحديث تحذير من الفتنة والحث على اجتناب الدخول فيها، وأن شرها يكون بحسب التعلق بها [8]. وقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إنها ستكون فتنة، يكون المضطجعُ فيها خيرًا من الجالس، والجالسُ فيها خيرًا من القائم، والقائمُ خيرًا من الماشي، والماشي خيرًا من الساعي"، قالوا: يا رسول الله، ما تأمرنا؟ قال:
(1) "صفين " لابن مزاحم ص (32)، و"تحقيق مواقف الصحابة" (2/ 152).
(2) "البداية والنهاية" (8/ 129)، و"فتح الباري" (13/ 92). [3] كان طلحة والزبير رضي الله عنهم من العشرة المبشرين بالجنة.
(4) "تحقيق مواقف الصحابة" (113/ 2)، و"تاريخ الطبري" (5/ 475).
(5) "تاريخ الطبري" (5/ 612 - 613).
(6) "تحقيق مواقف الصحابة" (2/ 139)، و"البداية والنهاية" (7/ 259).
(7) "البخاري"، كتاب الفتن رقم (7081).
(8) "الفتح" (13/ 31).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 523