نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 532
معاوية كل من كان معتزلاً للقتال كابن عمر، وسعد بن أبي وقاص، ومحمد ابن مسلمة [1].
إن الذي نفهمه من خلال هذه النصوص التي أوردناها: أن علّة كفّ هؤلاء الصّحابة عن الدّخول مع أحد الطّرفين، قد يكون لان الأمور كانت مشتبهة عليهم -كما قال النووي- فلم يتبينوا المحق من المبُطل، كما يظهر من كلام سعد بن أبي وقاص، وقد يكون أنّهم لم يكونوا يرون أن القتال هو الحلّ الوحيد لهذه المشكلة، لأن الصلح خير، ومن الصلح أن يتم التنازل عن بعض الحق، جمعًا لكلمة المسلمين، ولعلنا نلمح من كلام أسامة شيئًا من هذا التوجيه، فقد اعتذر لأمير المؤمنين علي بأنه لا يرى القتال معه في هذا السّبيل، رغم اعترافه بإمامته وفضله (2).
وقد تحدث العلماء في أعذار المعتزلين:
أ- قال القرطبي: وقيل: من توقف من الصحابة حملوا الأحاديث الواردة بالكف على عمومها، فاجتنبوا ما وقع بين الصحابة من الخلاف والقتال [3].
ب- قال ابن حزم: وأما من وقف فلا حجة له أكثر من أنه لم يتبين له الحق، ومن لم يتبين له الحق فلا سبيل إلى مناظرته بأكثر من أن نبين له وجه الحق حتى يراه [4].
- وقال ابن حجر: والحق حمل عمل كل أحد من الصحابة المذكورين على السداد، فمن لابس القتال اتضح له الدليل، لثبوت الأمر بقتال الفئة الباغية، وكانت له القدرة على ذلك، ومن قعد لم يتضح له أي الفئتين هي الباغية، وإذا لم يكن له القدرة على القتال. وقد وقع لخزيمة بن ثابت أنه كان مع علي رضي الله عنه، وكان مع ذلك لا يقاتل، فلما قتل عمار قاتل حينئذ، وحدث بحديث، "يقتل عمارًا الفئة الباغية" أخرجه أحمد وغيره [5].
(1، 2) " أحداث وأحاديث فتنة الهرج" ص (212) لعبد العزيز دخان.
(3) " التذكرة" (2/ 223).
(4) " الفصل " (3/ 78).
(5) " فتح الباري " (13/ 46).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 532