|
||||
| نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 534 | ||||
|
عَلم أن الأمر عظيم، ذلك لأن قبل مجيء النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى المدينة كان الأوس والخزرج قد اتفقوا على أن يجعلوا عبد الله ابن أبي بن سلول ملكًا عليهم، فهو له عندهم منزلة عظيمة، وهو الذي رجع بثلث الجيش في معركة أحُد. والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هنا ترك إقامة الحد على عبد الله بن أبي بن سلول لماذا؟ للمصلحة والمفسدة؛ إذ رأى أن جلده أعظم مفسدة من تركه، وكذلك أمير المؤمنين علي رضي الله عنه رأى أن تأخير القصاص أقل مفسدة من تعجيله، لأن عليًّا رضي الله عنه لا يستطيع أن يقتل قتلة عثمان أصلاً؛ لأن لهم قبائل تدافع عنهم، والأمن غير مستتب، وما زالت فتنة، ومن يقول: إنهم لن يقتلوا عليًّا رضي الله عنه؟ وقد قتلوه بعد ذلك [1]. كان أمير المؤمنين علي رضي الله عنه ينتظر بقتلة عثمان رضي الله عنه أن يستوثق الأمن وتجتمع الكلمة ويرفع الطلب من أولياء الدم، فيحضر الطالب للدم والمطلوب، وتقع الدعوة ويكون الجواب، وتقوم البيّنة ويجري القضاء في مجلس الحكم [2]، ولا خلاف بين الأمة في أنه يجوز للإمام تأخير القصاص إذا أدّى ذلك إلى إثارة الفتنة وتشتيت الكلمة [3]، وأما ما أثير عن وجود قتلة عثمان في جيش أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وكيف يرضى أن يكون هؤلاء في جيشه؟، فقد أجاب الإمام الطحاوي عن هذه الشبهة بقوله: وكان في عسكر علّي رضي الله عنه من أولئك الطغاة الخوارج الذين قتلوا عثمان من لم يُعرف بعينه ومن تنتصر له قبيلته، ومن لم تقم عليه حجة بما فعله، ومن في قلبه نفاق لم يتمكن من إظهاره كله [4]. وعلى كل حال، كان موقفه منهم موقف المحتاط منهم، المتبرئ من فعلهم، وكان راغبًا في الاستغناء عنهم بل الاقتصاص منهم، لو وجد إلى ذلك سبيلاً وتجلى هذا في أمرين: 1 - موقفه من قتلة عثمان رضي الله عنه: لقد أنكر علي رضي الله عنه قتل عثمان رضي الله عنه وتبرأ من دمه، وكان يقسم على ذلك في خطبه وغيرها أنه لم يقتله ولا أمر بقتله ولا مالأ ولا رضي، وقد ثبت ذلك (1) "حقبة من التاريخ" ص (102). (2) "تحقيق مواقف الصحابة" (2/ 156). (3) "أحكام القرآن" لابن العربي (2/ 1718). (4) "شرح الطحاوية" ص (546). |
||||
| نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 534 | ||||
|
www.eShia.ir