responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 559
ذلك كان وهنًا على أهل الإسلام، والله ما زلت مقهورًا مذ وليت، منقوصًا لا أصل إلى شيء مما ينبغي، وأما قولك: أجلس في بيتك، فكيف لي بما قد لزمني، أو من تريدني؟ أتريدني أن أكون مثل الضبع التي يحاط بها، ويقال: دباب دباب [1] , ليست ههنا حتى يحل عرقوباها ثم نُخرج، وإذا لم أنظر فيما لزمني من هذا الأمر ويعنيني، فمن ينظر فيه؟ فكف عنك أي بنى [2]. كان موقف أمير المؤمنين على حازمًا في هذه المشكلة وواضحًا ولم يستطع أحد أن يثنيه عن عزمه.
وأرسل على رضي الله عنه من الربذة يستنفر أهل الكوفة ويدعوهم إلى نصرته، وكان الرسولان محمد بن أبى بكر الصديق، ومحمد بن جعفر ولكنهما لم ينجحا في مهمتهما، إذ إن أبا موسى الأشعري والى الكوفة من قبل على، ثبط الناس ونهاهم عن الخروج والقتال في الفتنة وأسمعهم ما سمعه من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من التحذير من الاشتراك في الفتنة [3] , فأرسل على بعد ذلك هاشم بن عتبة بن أبى وقاص، ففشل في مهمته، لتأثير أبى موسى عليهم [4].

3 - استنفار أمير المؤمنين علي لأهل الكوفة من ذي قار [5]: تحرك على بجيشه إلى ذي قار فعسر به بعد ثماني ليال من خروجه من المدينة، وهو في تسعمائة رجل تقريبًا [6] , فبعث للكوفة في هذه المرة عبد الله بن عباس فأبطأوا عليه، فأتبعه بعمار بن ياسر والحسن بن على، وعزل أبا موسى الأشعري واستعمل قرظة بن كعب بدلاً منه [7]. وكان للقعقاع دور عظيم في إقناع أهل الكوفة، فقد قام فيهم وقال: إني لكم ناصح وعليكم شفيق، وأحب أن ترشدوا، ولأقولن لكم قولاً هو الحق، ... والقول الذي هو القول

[1] دباب كقطام: دعاء الضبع للضبع.
[2] تاريخ الطبري (5/ 482).
[3] تاريخ الطبري (5/ 514)، مصنف ابن أبى شيبة (15/ 12) إسناده حسن.
[4] خلافة على بن أبى طالب: ص (144)، سير أعلام النبلاء (3/ 486).
[5] ذو قار، ماء لبكر بن وائل قريب من الكوفة، معجم البلدان (4/ 393).
[6] تاريخ الطبري (5/ 519 - 521).
[7] فتح الباري (13/ 53)، التاريخ الصغير (1/ 109).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 559
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست