نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 59
خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ - وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ - ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ - فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [فصلت: 9 - 12].
وأما هذه الحياة فمهما طالت فهي إلى زوال، وأن متاعها مهما عظم فإنه قليل حقير، قال تعالى: {اضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّياحُ وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا - الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلاً} [الكهف: 45، 46]، فعرَّف الله تعالى الإنسان المسلم حقيقة الحياة، وأنها ليست دار كرامة، وأن الآخرة خير وأبقى، وهى تهدي من تمكن حب الله ورسوله من قلبه على أن يقدم رضا الله ورسوله على ما سواه، ولو كان الثمن الدنيا وما فيها. وقد عبر عن هذه الحقيقة أمير المؤمنين على عندما قال: «يا دنيا غُرّى غيري، إلىَّ تعرضت أم إلىَّ تشوقت، هيهات هيهات، قد باينتك ثلاثًا لا رجعة فيها، فعمرك قصير، وخطرك قليل، أه من قلة الزاد، وبعد السفر، ووحشة الطريق ([1])»
وأما نظرته إلى الجنة فقد استمدها من خلال الآيات الكريمة التي وصفتها فأصبح حاله ممن قال الله فيهم {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ - فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 16، 17].
وأما تصوره للنار فقد استمده من القرآن الكريم، فأصبح هذا التصور رادعًا له في حياته عن أي انحراف عن شريعة الله، فيرى المتتبع لسيرة أمير المؤمنين على رضي الله عنه عمق استيعابه لفقه القدوم على الله عز وجل، وشده خوفه من عذاب الله وعقابه، وسيتضح كثير من هذه المعالم في هذا الكتاب بإذن الله تعالى.
وأما مفهوم القضاء والقدر فقد استمده من كتاب الله وتعليم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، [1] الاستيعاب (3/ 1108).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 59