نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 609
يجيبوه جميعًا، فما شعروا إلا والزبير على رأس الحصن يكبر ومعه السيف، فتحامل الناس على السُّلم حتى نهاهم عمرو؛ خوفًا من أن ينكسر، فلما رأى الروم أن العرب قد ظفروا بالحصن انسحبوا، وبذلك فتح حصن بابليون أبوابه للمسلمين، فانتهت بفتحة المعركة الحاسمة لفتح مصر، وكانت شجاعة الزبير النادرة السبب المباشر لانتصار المسلمين على المقوقس [1].
8 - غيرة الزبير بن العوام رضي الله عنه: عن أسماء بنت أبى بكر الصديق - رضي الله عنها - قالت: تزوجني الزبير - رضي الله عنه - وما له في الأرض مال ولا مملوك ولا شيء غير فرسه. قالت: فكنت أعلف فرسه وأكفيه مؤنته وأسُوسُه، وأدق النوى للناضحة، وأعلفه وأسقيه الماء وأخرز غربه، وأعجن، ولم أكن أحسن أخبز فكان يخبز لي جارات من الأنصار وكن نسوة صدق. قالت: وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على رأسي، وهي على ثُلثي فرسخ، قالت: فجئت يومًا والنوى على رأسي، فلقيت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ومعه نفر من أصحابه فدعا لي، ثم قال: «أخ أخ»، ليحملني خلفه، فاستحييت أن أسير مع الرجال، وذكرت الزبير وغيرته، قالت: وكان من أغير الناس. قالت: فعرف
رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أني قد استحييت فمضى، فجئت الزبير فقلت: لقيني رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وعلى رأسي النوى، ومعه نفر من أصحابه، فأناخ لأركب معه، فاستحييت وعرفت غيرتك، فقال: والله لحملك النوى كان أشد علىَّ من ركوبك معه، قالت: حتى أرسل إلىَّ أبو بكر بعد ذلك بخادم، فكفتني سياسة الفرس، فكأنما أعتقني [2].
9 - تسمية الزبير أولاده بأسماء الصحابة الشهداء: من شدة حب الزبير، رضي الله عنه، للشهادة، كان أن سمي أولاده بأسماء الصحابة الشهداء، فقد روى هشام بن عروة عن أبيه قال: قال الزبير: إنَّ طلحة يسمى بنيه بأسماء الأنبياء، وقد علم أنه لا نبيّ بعد محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وإنّي أسمى بأسماء الشُّهداء لعلهم يستشهدون: عبد الله بعبد الله بن جحش، والمنذر بالمنذر ابن [1] قادة فتح الشام ومصر، ص (209 - 227). [2] حياة الصحابة (2/ 691)، أصحاب الرسول (1/ 281).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 609