نام کتاب : رحلة الشتاء والصيف نویسنده : كبريت، محمد جلد : 1 صفحه : 159
الأخلاق أديما، فأزلت بطلعته السنية عن مرآة القلب صدأ القسوة والغم، وسمعت من حديثه ما يسلو به الخاطر وينجلي الهم.
قال:
وكنت إذا حدّثته أو رأيته ... تزول حرارات الصبابة والجوى
ولا سيما إن ظلّ يتلو لمسمعي ... أحاديث أرباب المحبة والهوى
وقال:
عرفتك دهري ليس لي فيك حيلة ... يروج بها فضلي لديك وأسلك
سوى اليأس مما في يديك وإن يكن ... رجاء ففي الأخرى التي لست تملك
وقال:
ألا قل لأصحابي عن القهوة انتهوا ... ولا تجلسوا في مجلس هي فيهِ
وما ذاك عن بغض ولا عن كراهة ... ولكن غدت مشروب كلّ سفيهِ
وكأنَّه مأخوذ من قول القائل:
إذا وقع الذباب على طعام ... رفعت يدي ونفسي تشتهيهِ
وتجتنب الأسودُ ورودَ ماءٍ ... إذا كان الكلاب ولغن فيهِ
وأين ذاك من قول الآخر:
إذا شوركت في أمر بدون ... فلا يلحقك عار أو نفور
ففي الحيوان يشترك اضطراراً ... أرسطاليس والكلب العقور
حُكي أن الوزير مسيح باشا أمر بإبطال القهوة، فقال له بعض الفقراء إن القهوة لا تبطل، قال: ولِمَ؟ قال: لأن حسابها موافق اسم الله تعالى قوي. بمعنى أن كلا منهما له من العدد مائة وستة عشر، فلها منه الاستمداد، فأمرُها وشأنُها
نام کتاب : رحلة الشتاء والصيف نویسنده : كبريت، محمد جلد : 1 صفحه : 159