responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 1  صفحه : 113
والمطلوب المثابرة على تعريف يصل من تلك السيادة والبنوة، إذ لا يتعذر وجود قافل من حج، أو لاحق بتلمسان. يبعثها السيد الشريف منها، فالنفس شديدة التعطش، والقلوب قد بلغت - من الشوق والاستطلاع - الحناجر. والله أسأل أن يصون في البعد وديعتي منك لديه، ويلبسك العافية، ويخلصك وإياي من الورطة، ويحملنا أجمعين على الجادة، ويختم لنا بالسعادة. والسلام الكريم عوداً على بدء، ورحمة الله وبركاته، من المحب المتشوق، الذاكر الداعي، ابن الخطيب. في الثاني
من جمادى الأولى من عام تسعة وستين وسبعمائة. انتهى.
فأجبته عن هذه المخاطبات، وتفاديت من السجع خشية القصور عن مساجلته، فلم يكن شأوه يلحق. ونص الجواب:
سيدي مجداً وعلواً، وواحدي ذخراً مرجواً، ومحل والدي براً وحنواً. ما زال الشوق - مذ نأت بي وبك الدار، واستحكم بيننا البعاد - يرعي سمعي أنباءك، ويخيل إلي من أيدي الرياح تناول رسائلك، حتى ورد كتابك العزيز على استطلاع، وعهد غير مضاع، وود في أجناس وأنواع، فنشر بقلبي ميت السلو، وحشر أنواع المسرات، وقد للقائك زناد الأمل، ومن الله أسأل الإمتاع بك قبل الفوت على ما يرضيك، ويسني أماني وأمانيك. وحييته تحية الهائم، لمواقع الغمائم، والمُدْلِج، للصباح المتبَلِّج وأمل على مقترح الأولياء، خصوصاً فيك، من اطمئنان الحال، وحسن القرار، وذهاب الهواجس، وسكون النفرة، وعموماً في الدولة، من رسوخ القدم، وهبوب ريح النصر، والظهور على عدو الله، باسترجاع الحصون التي استنقذوها في اعتلال الدولة، وتخريب المعاقل التي هي قواعد النصرانية، غربية لا تثبت إلا في الحلم، وآية من آيات الله. وإن خبيئة هذا الفتح في طي العصور السابقة، إلى هذه المدة الكريمة، لدليل على عناية الله بتلك الذات الشريفة، حين ظهرت على يدها خوارق العادة، وما تجدد آخر الأيام من معجزات الملة، ولكم فيها - والحمد لله - بحسن التدبير، ويمن النقيبة، من حميد الأثر، وخالد الذكر، طراز في حلة

نام کتاب : رحلة ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست