نام کتاب : الجامع الأموي في دمشق نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 29
في الحرم
فلندخل الآن إلى الحرم [1]. إن هذه الأبواب المتصلة المفضية إلى الحرم، لم يكن لها في الأصل في الأصل مصاريع، وإنما كانت عليها الستر إلى حريق سنة 461. فإذا دخلنا، وجدنا إلى اليسار مشهد أبي بكر، المعروف الآن بمشهد السفرجلاني، ثم مدخل المنارة الشرقية، ثم المحراب المالكي، وهو المحراب الأصلي للمسجد قبل أن يبنيه الوليد، وكان يسمى محراب الصحابة [2]، وأنشئ المحراب الكبير عند عمارة الوليد وجُعل للخطيب.
في سنة 617 نُصب محراب الحنابلة بالرواق الثالث الغربي (قرب البئر) أي وراء الصف الثالث من الأعمدة، وقد عارض في نصبه بعضُ الناس، ولكن ركن الدين المعظمي قام بنصرة الحنابلة، وصلى فيه الموفق ابن قدامة المقدسي، ثم رفع في حدود سنة 730، وعوّضوا عنه بالمحراب الغربي عند باب الزيادة، وهو باقٍ إلى اليوم.
وعمل محراب الشافعي الآن سنة 728 بأمر تنكز، وخص بالحنفية، وصارت المحاريب أربعة: محراب الخطيب، ومحراب الحنفي (وهو الشافعي الآن)، والمالكي، والحنبلي.
وكانوا قبل سنة 694 يصلون في وقت واحد، ثم رُسم للحنابلة أن يصلوا قبل الإمام الكبير، وفي سنة 819 انتقل الإمام الأول من محراب المالكية إلى محراب الحنفية (وهو الشافعي الآن). ثم استقرت الحال [1] نحن نسمّي المسقوف من المسجد حَرَماً، أما الحرم بمعناه بمعناه الشرعي فلا يطلق إلا على حرمَيْ مكة والمدينة. [2] والمحاريب لم تكن على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وهي مما أحدث.
نام کتاب : الجامع الأموي في دمشق نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 29